الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫السبت‬ ‫23‬ ‫فبراير‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫عَينٌ مُقفلةٌ‬
‫«أُختِي العَرُوسُ جَنةٌ مُغلَقَةٌ، عَينٌ مُقفَلَةٌ، يَنبُوعٌ مَختومٌ»‬‫ ( نشيد 4: 12 )
‫ يُشبِّه الملك عروسه بجنة مُخصَّصة لبهجته. ففي وسط البرية القاحلة له جنته وفيها ينابيع مياه وأثمار للَذة قلبه. ولنتذكَّر أولاً أن جنة الرب هي «جَنَّةٌ مُغلَقةٌ» دلالة على الانفصال، والحفظ، والتقديس.‬

‫ ولكن جَنَّة الرب ليست فقط «جَنَّةٌ مُغلَقَةٌ»، ولكنها ”جَنَّةٌ رَيَّا“ ترويها المياه. ويُشبّه الكتاب الشعب القديم في انحطاطهم وبُعدهم عن الله كجنة ليس لها ماء. ولكن جنة الرب «عَينٌ مُقفلَةٌ»، و«ينبُوعٌ مَختومٌ»، فهي لا تعتمد على الصحراء المُحيطة بها لتمدّها بالمياه، ولكن عينها أو نبعها في داخلها. هكذا الأمر مع خاصة الرب، لهم مصدر سري يمدهم بالماء، وهذا المصدر هو الروح القدس «الذي لا يستطيعُ العالَمُ أَن يقبلَهُ، لأَنهُ لاَ يرَاهُ ولاَ يعرِفُهُ» ( يو 14: 17 ). فهو النبع. ولكن لا ننسَ أن هذا النبع أو العين التي تنبع يجب أن تكون «مُقفَلَةٌ». من الممكن أن نُحزن الروح فيصمت، وفي هذه الحالة تكتوي نفوسنا من الجفاف والحرقة، ونُصبح غير مُثمرين. فنحن نحتاج إلى أن نحترس فنقفل الباب ضد تدخل الجسد لئلا تُطَّم الآبار بالتراب.‬

‫ و«العَينٌ المُقفَلَةٌ» هي أيضًا «يَنبُوعٌ مَختومٌ». والروح القدس ليس فقط نبعًا دائمًا ماكثًا فينا، يُعزينا ويُروينا أثناء رحلة البرية، ولكنه أيضًا ينبوع داخل المؤمن ينبع إلى حياة أبدية ( يو 4: 14 ). وهذا الينبوع مُخصص للرب «مَختومٌ». فالروح القدس كالعين أو النبع مشغول بحاجاتنا وتعزياتنا، وكالينبوع هو مشغول بالمسيح رابطًا قلوبنا به. ‬

‫ و«جَنَّة الرب» هي جنة مُثمرة. وأغراس هذه الجنة تُكوِّن فردوسًا من الرُمَّان «معَ أَثمَارٍ نَفِيسَةٍ»، وأشجار البخور الذكي الرائحة «مع كُلِّ عُودِ اللُّبَانِ». والنباتات في الجنة قد تختلف في الحجم والجمال، في الرائحة والإثمار، ولكن كلها لبهجة الملك. وهكذا أيضًا في جنة الرب، لا يتشابه القديسون في مواهبهم وأعمالهم، ولكن الجميع يهدفون لخدمته وبهجته. ‬

‫ ولكن يجب ألَّا ننسـى أن جنة الملك ليست فقط تُسـِرُّه، ولكنها أيضًا مصدر بركة لِما يحيط بها، فهي «بئْرُ ميَاهٍ حيَّةٍ، وسيولٌ مِن لُبنانَ». وهكذا الحال معنا أيضًا. فإن كانت جنة الرب ترويها «عَينٌ مُقفلَةٌ يَنبُوعٌ مَختُومٌ». وإن كانت تنتج أثمارًا نفيسة للرب، فهي أيضًا قناة ”لأنهار مياه حية“ تفيض للذين يموتون عطشًا.‬

‫ هاملتون سميث‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net