الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الاثنين‬ ‫25‬ ‫فبراير‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫سر الخدمة الصحيحة‬
‫«أَمَّا الآنَ فَقَد وضَعَ اللهُ الأعضَاءَ، كُلَّ وَاحِدٍ مِنهَا فِي الجَسَدِ، كَمَا أَرَادَ»‬‫ ( 1كورنثوس 12: 18 )
‫ في ثلاثة أصحاحات متتالية (1كو12-14)، نجد ثلاث نقاط هامة متعلقة بموضوع الخدمة في كنيسة الله: ‬

‫ (1) في أصحاح 12 نرى الأساس الإلهي الوحيد للخدمة وهو العضوية في الجسد بحسب مشيئة الله كما نقرأ في ع18 «أَمَّا الآنَ فقَد وضَعَ اللهُ الأَعضَاءَ، كلَّ وَاحدٍ منهَا في الجسدِ، كمَا أَرَادَ». هذا هو المبدأ الأساسي «وضَعَ اللهُ... كمَا أَرَادَ». فليست المسألة أن إنسانًا يضع نفسه، أو إنسانًا يضع آخر بأي شكل من الأشكال، لا يوجد مكان لأمر كهذا في الوضع الإلهي للخدمة «فأنوَاعُ موَاهبَ موجُودَةٌ، ولكنَّ الرُّوحَ واحدٌ. وأَنواعُ خِدَمٍ مَوجُودَةٌ، ولكنَّ الرَّبَّ واحدٌ. وأَنواعُ أَعمالٍ موجُودَةٌ، ولكنَّ اللهَ وَاحدٌ، الذي يعمَلُ الكُلَّ فِي الكُلِّ» (ع4-6). فالثالوث الأقدس له ارتباط بالخدمة. موهبة الروح يُخدَم بها تحت سيادة الابن، وتصير فعَّالة بواسطة الآب. هذه هي صفات كل خدمة نافعة وفعالة. ‬

‫ (2) ثم في الأصحاح الجميل: أصحاح 13، نرى نبع الخدمة والدافع إليها ”المحبة“. فقد يكون لإنسان أسمى المواهب، ولكن إن لم يُمارسها بالمحبة - إن لم تكن المحبة هي الدافع والمُحرِّك لها - فلا فائدة منها بالمرة. قد يخدم إنسان في الاجتماع لكي ُيبين الموهبة التي له، أو معرفته للتعاليم، أو ليُظهر فصاحته، فلا يفيد الجماعة شيئًا، وذلك لأن المحبة لم تكن هي الدافع للخدمة. يجب على الخادم أن يمتحن نفسه دائمًا بهذا السؤال: ”هل المحبة هي التي تحركني؟“ فإن لم يكن كذلك، فليعلم أن لا فائدة منه بالمرة. يا ليت الروح القدس يُطبِّق علينا هذا الحق بقوة. ‬

‫ (3) أخيرًا نجد في أصحاح 14 غرض الخدمة أو نتيجتها؛ ”البنيان“. هذا هو مرمى كل خدمة. والرسول كان يفضّل أن يتكلَّم «خَمسَ كلماتٍ» تصل إلى هذا الغرض، خيرٌ من «عشـرَةِ آلاَف كلمةٍ» لإظهار الذات (ع19). والنقطة الخاصة التي يُشدِّد عليها الرسول في خلال الأصحاح كله هي هذه ”لبُنيَانِ الكنيسَةِ“. هذا هو الغرض الذي تسعى المحبة لإدراكه مهما كان نوع الموهبة. ليس أمام المحبة من غرض سوى فائدة الآخرين. ‬

‫ فلنتذكَّر إذًا هذه النقاط الثلاث: أساس الخدمة الحقيقية، والدافع لها وغايتها. يا ليتنا نزنها كما يجب، ونسعى لإدراكها تمامًا، ونُطبقها عمليًا، لمجد الله وخير كنيسته. ‬

‫ جورج أندريه‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net