الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأربعاء‬ ‫6‬ ‫فبراير‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫قدوسٌ ومُحبٌّ‬
‫«إِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَنسِبُ حَمَاقَةً. فَكَم بِالحَرِيِّ سُكَّانُ بُيُوتٍ مِن طِينٍ ..؟»‬‫ ( أيوب 4: 18 ، 19)
‫ إن الله قدوسٌ ولا حد لقداسته، وهو أيضًا مُحبٌّ ومحبته تفوق الإدراك. ولأن قداسته تعالى لا حدَّ ولا قياس لها، فإن الشيء الوحيد الذي يُبغضه هو الخطية. إنها بغيضة لديه ويمقتها مقتًا تامًا «عَيناكَ أَطهَرُ مِن أَن تَنظُرَا الشَّـرَّ» ( حب 1: 13 ). ‬

‫ ومن اللحظة التي دخلت فيها الخطية إلى العالم، أعلَن الله، بطرق متنوعة، بُغضه لها وغضبه بسببها. فبسبب الخطية طُرد آدم وحواء من جنة عدن، وحلَّت اللعنة بسبب خطيتهما على الأرض. كما قضـى الله على قايين باللعنة بسبب الخطية «مَلعُونٌ أَنتَ مِنَ الأَرضِ» ( تك 4: 11 ).‬

‫ ولمَّا كَثُر شر البشر، أعلن الله غضبه من السماء بالطوفان. وقد أعلن الله غضبه من السماء أيضًا، إذ نزلت نارها فأهلكت سكان سدوم وعمورة والمدن التي حولهما. وكم كان غضب الله رهيبًا على بني إسرائيل بعدما عبدوا الأوثان، فسلَّمهم للسبي، وشتتهم بين شعوب الأرض!‬

‫ غير أننا نشكر الله لأنه ليس قدوسًا فحسب ولكنه أيضًا مُحبّ، ومحبته لا قياس لها؛ إنها «فَائقَةَ المعرفَة» ( أف 3: 19 ). وقد بيَّن محبتهُ لنا في بذل ابنه الحبيب ربنا يسوع المسيح نيابةً عنا. فإن كانت قداسته تمقت الخطية وتبغضها بُغضًا تامًا إلا أنه – له المجد – يُحبّ الخطاة، ويدعوهم للإتيان إليه بالتوبة القلبية، وإلى الرب يسوع بالإيمان بشخصه وبكفاية عمله الفدائي فوق الصليب.‬

‫ إن صليب ربنا يسوع المسيح هو أسمى إعلان لكِلا الأمرين، ففيه بيَّن الله كراهيته للخطية، وسخطه وغضبه عليها، كما بيَّن محبته الفائقة لأجلنا، فإنه، له المجد، «لَم يُشفِق علَى ابنهِ، بَل بذلَهُ لأَجلنَا أَجمَعينَ» ( رو 8: 32 )، ذلك لأن الله «جعَلَ الذي لم يَعرِف خطيَّةً (المسيح)، خطيَّةً لأَجلنَا، لنَصيرَ نحنُ بِرَّ الله فيهِ» ( 2كو 5: 21 ).‬

‫ فالله القدوس لا يزال يُعلِن، غضبه من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم، ولكنه قد أعلن، في إنجيله، محبته للخطاة، وهو يدعو الجميع للإتيان إليه. فإن كان القارئ العزيز لم يرجع للآن إلى الله بالتوبة، وإلى الرب يسوع بالإيمان القلبي بكفاية عمله الكفاري فوق الصليب، فهوذا المسيح نفسه يدعوه وكل الخطاة قائلاً: «تعالَوا إِلَيَّ» ( مت 11: 28 )، «ومَن يُقبِل إِليَّ لاَ أُخرجهُ خَارجًا» ( يو 6: 37 ). فتعالَ الآن قبل أن ينتهي زمان النعمة، ويحلّ الغضب.‬

‫دوجالد كامبل‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net