الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الخميس‬ ‫7‬ ‫فبراير‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫هيرودس ودانِيآل‬
‫«أَنا أَيضًا أُدَرِّبُ نَفسِي لِيَكُونَ لِي دَائِمًا ضَمِيرٌ بِلاَ عَثرَةٍ مِن نحوِ اللهِ والناسِ»‬‫ ( أعمال 24: 16 )
‫ لقد أودَع الله في أعماقنا الضمير ليكون أحد خطوط الحماية الأولى ضد الخطية، ومن واجبنا ألَّا نحتقر حمايته، ونحاول إسكاته. ولكن يا لرعب ما يُمكن أن يُسبّبه الضمير المُشتكي المَلوم من رُعب وفزع على نحو يجلُّ عن الوصف والتفسير. ولنذكر أنه عندما اختلف الناس حول شخص الرب يسوع، في أيام جسده، وذهبوا مذاهب شتى في الحديث عن شخصه، فإن هيرُودُس رَئِيس الرُّبْع، قاتل يُوحَنا المعمَدَانُ؛ كان له رأي واحد: «هذا هُوَ يُوحنَّا الذِي قَطَعتُ أَنَا رَأسَهُ. إِنَّهُ قَامَ من الأَموَاتِ!» ( مر 6: 16 ). هذا هو الضمير الذي امتلأ إحساسًا بالذنب! «الذي قَطَعتُ أَنَا رَأْسَهُ»؛ هذا هو الصوت الذي يصرخ من أعماقه قائلاً له: ”قاتل! قاتل!“ ويُتابعهُ أينما ذهب؛ في وحدتهِ أو في وسط الجموع. ويا للخوف! ويا للفزع! ويا للاضطراب! هذا هو نصيب كل مَن يلومه قلبه وضميره!‬

‫ أيها الأحباء: ما أحوجنا في هذه الأيام أن نُطيع التحريض: «البَسُوا سِلاحَ الله الكَاملَ لكَي تَقدرُوا أَن تَثبُتوا ضدَّ مكَايدِ إبليسَ ... فَاثبُتوا ... لاَبسِينَ درعَ البِرِّ» ( أف 6: 11 -14). ”دِرعُ البِرِّ“ يعني السيرة المقدسة والضمير الحساس الذي بلا عثرة من نحو الله والناس. هذا الضمير يجب أن يُميز المؤمن سواء كان تاجرًا في تجارته، أو موظفًا في وظيفته، أو طالبًا في امتحاناته، فلا يجد العدو ثغرة في سلوكنا العملي ينفذ منه ليشتكي علينا، ويُصيبنا في مقتل. لذا يجب على كل المؤمنين الحقيقيين أن يحيوا حياة البرّ العملي «قَدِّمُوا ذَواتِكُم للهِ كَأَحيَاءٍ من الأَموَاتِ وأَعضَاءَكُم آلاَتِ بِرٍّ للهِ» ( رو 6: 13 ). لأنه هل نستطيع أن نثبت ضد مكايد إبليس، وصوت الضمير يشتكي علينا ويلومنا، بسبب أمور لا يرضى عنها الرب، ونسكت عليها دون أن نحكم على أنفسنا؟‬

‫ لقد كان دَانيآلُ - فوق ثيابه الرسمية في بابل - لابسًا «دِرعَ البِرِّ»؛ «ثُم إِنَّ الوزراءَ والمرَازبةَ كانُوا يَطلُبُونَ عِلَّةً يَجدُونَها على دانيآلَ ... فلم يَقدرُوا أَن يَجدُوا عِلَّةً ولا ذنبًا، لأَنهُ كانَ أَمِينًا ولَم يُوجَد فيه خطَأٌ ولاَ ذنبٌ» ( دا 6: 4 )، وهكذا خابَت معه مكايد الشيطان وارتدت عنه سهام الوزراء والمرازبة. واسمعه، من جُب الأسود الذي دخلَهُ بضمير غير منزعج، يقول مَقولته الرائعة: «يا أَيُّهَا المَلِكُ، عِشْ إِلَى الأَبَدِ! إلَهي أَرسَلَ ملاكَهُ وسَدَّ أَفوَاهَ الأُسُودِ فلَم تضُرَّنِي، لأَنِّي وُجِدتُ بَريئًا قُدَّامَهُ، وقُدَّامكَ أَيضًا أَيُّهَا المَلِكُ، لَم أَفعَل ذنبًا» ( دا 6: 21 ،22). ‬

‫فايز فؤاد‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net