الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الجمعة‬ ‫8‬ ‫فبراير‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫عِمَّانوئِيل‬
‫«هُوَذا العَذرَاءُ تحبَلُ وتلِدُ ابنًا، ويَدعُونَ اسمَهُ عِمَّانوئِيلَ، الذِي تفسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا»‬‫ ( متى 1: 23 )
‫ بشارة متى تُقدِّم لنا الرب يسوع من جانبين. فهو «ابنِ دَاوُدَ» (ع1)، وبالتالي فلَهُ الحق في التاج الملَكي الذي منحَهُ الله أصلاً لداود. وهو أيضًا «ابن إِبراهِيمَ»، وبالتالي فلَهُ الحق في الأرض وفي كل البركات التي وُعد بها. ثم يعطينا البشير سلسلة نَسَبِه من إبراهيم إلى «يُوسُف رَجُلَ مَريَمَ التي وُلِدَ مِنهَا يَسُوعُ الذي يُدعَى المَسِيحَ» (ع16)، وهذه هي سلسلة نسَبَه الرسمي، حسب العُرف اليهودي. ‬

‫ وسلسلة نَسَب ربنا لم تُضِفْ شيئًا إليه بل تؤكد بشـريته الحقة، وأن الحقوق التي وُهِبَت لداود وإبراهيم هي من حقه شرعًا.‬

‫ ولكن، إذا كانت السبعة عشـر آية الأولى، تؤكد لنا أن يسوع كان إنسانًا فعلاً، فإن الآيات الباقية من الأصحاح تؤكد لنا بالمثل أنه لم يكن مجرَّد إنسان، بل الله نفسه، الذي حلَّ بيننا. فالملاك الذي أُرسل إلى ”يوسف“ خطيب مريم، طمأنه أن «الذِي حُبِلَ به فيهَا هوَ من الرُّوحِ القُدُسِ»، وأنه عندما سيولَد سيُدعى اسمه ”يسوع“ «لأَنهُ يُخَلِّصُ شعبَهُ مِن خطَايَاهُم» (ع20، 21). والله وحده هو الذي يستطيع أن يُعطي اسمًا للمولود يُحدِّد عمله في المستقبل. فهذا في سلطانه، وقد تحقق فعلاً ما يُبرِّر هذا الاسم العظيم. ويا له من امتياز حصاد عظيم من البشـر المُخلَّصين سيتحقق، وقد خلصوا من خطاياهم نفسها، وليس فقط من الدينونة التي تستحقها خطاياهم! و”شعبه“ فقط، هم الذين سيخلصون. ولكي نعرف خلاصه، يجب أن ننضم إلى ”شعبه“ بالإيمان به.‬

‫ وبذلك تحققت نبوءة إشعياء 7: 14 «ولكن يُعطيكُمُ السَّيِّدُ .. آيَةً: ها العَذرَاءُ تَحبَلُ وتَلِدُ ابنًا وَتَدعُو اسمَهُ عِمَّانُوئيلَ» (ع23)، وفيها نجد إشارة واضحة لعظمة وسلطان المخلِّص الآتي. واسمه النبوي «عمَّانُوئيلَ»، يُشير إلى كونه «اللهُ (الذي) ظهَرَ فِي الجسَدِ» ـ فالله سيكون معنا (بيننا)، بطريقة تفوق ـ بلا قياس ـ حلوله وسط شعب إسرائيل في أيام موسى، وتفوق أيضًا ـ بلا قياس ـ الطريقة التي كان بها مع آدم قبل دخول الخطية إلى العالم. والإسمان («يَسُوع» و«عِمَّانُوئِيل») مرتبطان تمامًا. فأن يكون الله معنا، دون أن نكون قد خلُصنا من خطايانا أمر مستحيل: فحضوره عندئذٍ سيكون مرتبطًا بالدينونة. وأن نخلُص من خطايانا، دون أن يصير الله معنا، يمكن أن يحدث ولكن قصة النعمة تفقد بذلك مجدها الأساسي. ففي مجيء المسيح لنا كِلا الأمرين. فالله صار معنا، وخطايانا قد مُحيت، وبذلك صرنا له.‬

‫ ف. ب. هول‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net