الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الثلاثاء‬ ‫26‬ ‫مارس‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫كُرسي المسيح‬
‫«لأنهُ لاَ بُدَّ أَننا جَمِيعًا نظْهَرُ أَمَامَ كُرسِيِّ المَسِيحِ»‬‫ ( 2كورنثوس 5: 10 )
‫ هناك مَن يؤكِّدون أن الضمان والثقة من جهة المستقبل يمكن أن يكون لها تأثير مدمِّر على سلوك الشخص، لأنها قد تشجعه على التهاون وعدم التدقيق. ولو كانت هذه الفكرة صحيحة لقال الرسول: ”فنَثِقُ .. لذلك نعطي لأنفسنا الحرية في التهاون واللامبالاة“، ولكنه قال عكس ذلك تمامًا: «لذَلكَ نَحتَرِصُ (أو لتكن عندنا الغيرة - حسب ترجمة داربي)» ( 2كو 5: 9 ). فالثقة التي لدينا تدفعنا للغيرة والاحتراص، وتُوجِد لدينا الطموح أنه مهما حدث، سواء حياة أو موت «أَن نكُونَ مَرضِيِّينَ عندَهُ (أو ”مقبولين عنده“)». ‬

‫ وهذه الرغبة في مسـرَّة الرب هي غريزية في كل قلب يحب الرب، ولكنها في كثير من الأحيان لا تكون مشتعلة بالقدر الكافي. ولذلك يُبرز الرسول الآن حقيقة أخرى مقصود بها أن تدفع إلى المزيد من الغيرة «لا بُدَّ أَنَّنا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمامَ كُرسِيِّ المَسيحِ» (ع10). والموقف هنا ليس موقف محكمة للمجرمين، فهذه يختص بها موقف العرش العظيم الأبيض ( رؤ 20: 11 -15)، بل سيكون كجلسة تُشبه جلسة منح الأنواط والمكافآت في العسكرية، عندما تجلس هيئة التحكيم لتقييم الأداء والإنجازات أثناء المعارك للضباط والجنود، وغالبًا ما تُمنح أنواطًا ومكافآت في كثير من الحالات. وأمام كرسي المسيح لا بد أن نُظهَر جميعًا. وسيُكشَف كل شيء في النور في حضرة ربنا. فهل نرغب في غير هذا؟‬

‫ فإذا كانت هناك بقية في حياتنا، وإذا كانت بعض فترات فيها قد شابَها الفشل والعار - لا يستطيع الرب أن يمدحنا عليها - ألا يدفعنا هذا إلى الشعور بالحاجة للمزيد من التدقيق؟ والذي بدونه ستكون هناك سُحب تحجب جزئيًا بهاء الأبدية عنا بشعورنا أن سلوكنا المَعيب هذا سيُكشف في النور. والوقوف أمام كرسي المسيح، وإن كان خطيرًا، إلا أنه مصدر ابتهاج لنا، لأننا نكون على عتبة الأبدية المجيدة التي تنتظرنا.‬

‫ «لأَنَّهُ لا بُدَّ أَنَّنا جَميعًا نُظْهَرُ أَمامَ كُرسي المسِيحِ»، ونتيجة لهذا فإن كل ما كناه وكل ما عملناه سيكون تحت فحص ربنا. هذا معناه رؤيتنا كل شيء بعينيه هو، وسماعنا تقريره عليها. ومعناه أيضًا كشف الستار عن كل الألغاز في رحلتنا؛ وكشف سبب ومصدر التجارب العديدة التي اجتزنا فيها، مع الفهم الكامل لنعمة إلهنا العجيبة، وكفاية كهنوت المسيح وشفاعته. ومعناه أيضًا المكافأة أو الخسارة، بحسب ما صنعنا في الجسد، أي طوال حياة مسؤوليتنا هنا. ‬

‫ ف. ب. هول ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net