الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد‬ ‫31‬ ‫مارس‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫تمجَّدَ ابن الإِنسان‬
‫«الآنَ تمَجَّدَ ابنُ الإِنسَانِ وتمَجَّدَ اللَّهُ فِيهِ»‬‫ ( يوحنا 13: 31 )
‫ ابن الانسان: ما أروعك ربي بإنسانيتك القدوسة فخورًا!. وباللحم والدم مُعتزًا, أيها اللا محدود! ما أجلَّك للبشرية كلها حاملاً في كيانك, وبالمشاعر الإنسانية في قدسيتها مُتمتعًا. ومن فرط محبتك للإنسان, صرت إلى الأبد، إنسانًا، يا ابن الله! ‬

‫ (الآن) تمجد: يوم تسربَلت بالمجد سيدي, على جبل التجلِّي؛ ووجهك كالشمس في قوتها صار, وبياض ثيابك كالنور كان, وصوت الآب سُمع من عُلاه, ما هتفت قط حان وقت الأمجاد. ولكن أمام الصلب والعار المُهين, وصُحبة اللصوص الآثمين, وسكرات الموت, والقبر, هتف رب العالمين؛ الآن تمجَّد ابن الإنسان.‬

‫ تمجيد ابن الانسان: ما أمجدك ربي! لأعظم أعمال التاريخ (الصليب) مُكملاً. مُنتظر كل الأجيال قبلك, ومُتعة كل الأجيال بعدك. عمل الصليب, له شِهدت الأكوان. فيه اشتركت الخليقة العجماء. وفيه الأرواح شاركت؛ فالملائكة أول مَن للقيامة أعلَنوا. فيه الخلاص بكل أبعاده؛ خلاص الروح والنفس والجسد قد تم. وفيه الشيطان قد دُحر. ولم تكتفِ سيدي, بإنجاز أمجد عمل, لكنك بأمجد الأساليب أكملته, وبأقدس الدوافع تمَّمتَهُ. محبةً في أبيك احتملتَهُ ( يو 14: 31 ), وطاعةً له نفذتَهُ ( يو 18: 11 ).‬

‫ تمجد الله فيه: وما أجوَدك سيدي, مُغطيًا الخطية وآثارها عن عيني الله, وإيَّاه مرضيًا عن كل تَعدِ صنعناه, بكفارتك الدهرية! ‬

‫ ما أقدسك سيدي, والله فيك تمجَّدَ! فصِدقه وبرّه ومحبته, في صليبك استُعلنت. وإذ قرَّر الله أن أجرة الخطية موت, وحملت سيدي خطايانا في جسدك, ومُت, فالصِدق الإلهي أُعلن. وينابيع المحبة في الصليب تفجَّرت «لأنه هكذَا أَحَبَّ اللهُ العالمَ حتى بذلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بهِ، بل تكونُ لَهُ الحياةُ الأَبديَّةُ» ( يو 3: 16 ).‬

‫ يمجده سريعًا في ذاته: «سيُمجّده في ذاته ويُمجّدهُ سريعًا» ( يو 13: 32 ). ما أبرَكك يا أبانا, مُمجدًا ابنك سريعًا, بقيامته وصعوده, وجلوسه معك في عرشِكَ! وما أعظمك وإيَّاه مُعطيًا أمجاد اللاهوت في الناسوت! وفوق كل اسم رُفِع, والكل تحت قدميه وُضِع. وصار بناسوته, يملأ الكل وفي الكل. وصرنا نحن تراب الأرض, ملء المالئ الكل، يا أبانا.‬

‫ أشرف يوسف‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net