الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الاثنين‬ ‫1‬ ‫إبريل‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫كُونوا رِجَالاً‬
‫«لا تجعَلُوا قَرعَةً بَينَ أَعيُنِكُمْ لأَجلِ مَيِّتٍ»‬‫ ( تثنية 14: 1 )
‫ يتصف الكنعانيون بوجود الشعر مُتصلاً فى منطقة ما بين الحاجبين، ممَّا يُضفي عليهم مظهَر العبوسة والتجهم وقوة الشكيمة، لا سيما في حالة الغضب. وكان من عاداتهم ان يَخمشُوا أجسامهم، ويحلقوا ما بين الحاجبين ويجعلوا قَرْعَةً بين العينين لأجل الأموات، أي لإظهار العواطف الإنسانية ومشاعر الحزن نحو أحبائهم المائتين، وكأن لسان حالهم يقول: ”إن الحزن على موتانا قد جعلنا أقل قوة وصرامة ورجولة“.‬

‫ أما شعب الله فكان فى مستوى سام ومقدس؛ مستوى القرب إلى الله. وهذا القرب كان يجب أن يؤثر على عاداتهم وأخلاقهم. فجميع خصالهم، أعمالهم وتصـرفاتهم، طعامهم ولباسهم، الكل يجب ان ينبع من هذا الحق العظيم والامتياز السامي: «أَنتم أَولادٌ للرَّبِّ إِلهِكُم ... لأَنَّكَ شَعبٌ مُقَدَّسٌ للرَّبِّ إِلهِكَ» ( تث 14: 1 ، 2)، ولذلك جاءت الوصية الإلهية أن لا يتشبهوا بشعوب الأرض وأن «لا تَجعَلُوا قَرْعَةً بين أَعيُنكُم لأجل مَيتٍ» ( تث 14: 1 قارن إرميا 16: 6).‬

‫ والمدلول الحرفي لهذه الوصية الإلهية هو عدم الحزن المُفرَط والمبالغة فى إظهار العواطف البشـرية إلى درجة تشويه المظهر الرجولي فى حالة وقوع ضربة الموت، باعتبار الموت دخل كقضاء عام نتيجة الخطية ( رو 6: 23 ). ويقابل هذا، أدبيًا وروحيًا وكنسيًا، عدم المساومة فى أمور الله، ومحاولة تخفيف الأمور بغية التقاء وجهات النظر المشتركة، وخاصةً فى وجود شر أدبي أو ضلال تعليمي يستوجب القضاء الإلهي! فلا يجوز أن يكون عندنا أقل تردُّد عندما نجد حقوق الله غير مُصانة وخاصةً فى بيتهِ. ويجب أن تقترن صلواتنا من أجل هذه الأمور بإيجابية التصـرف والعلاج. ولا يجوز لنا بأي حال أن نُظهر السلبية وعدم الاهتمام، ونتراخى في الأمر، ونقف على الحياد وكأن الأمر لا يعنينا في شيء، أو كأننا لسنا مسؤولين أو حراسًا لمقادس الرب في وسطنا، بل المبدأ الإلهي «كُونُوا رِجَالاً» ( 1كو 16: 13 )، و«اِغضَبُوا ولاَ تُخطِئوا» ( أف 4: 26 ). وتبقى مسؤوليتنا قائمة إلى أن نأخذ مواقف جادة في صالح الله وقداسة بيته، ونحكم على الشـر وننفذ المكتوب بالنسبة للشـر الأدبي، أو التعليم الخطأ، بكل حزم وصرامة وشجاعة أدبية ورجولة روحية. بل إنه توجد ظروف لا يصلُح فيها إلا الغضب المقدس المتقد كالنار. ولا نغالي إذا قلنا إنه في بعض الحالات يكون عدم الغضب شرًا لا يليق بالمؤمن الذي يحب الرب، ويغار على مجده. وفي وقت الحرب، الوقوف على الحياد يُعتبر خيانة عظمى.‬

‫ فايز فؤاد‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net