الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الاثنين‬ ‫4‬ ‫مارس‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫أَنت أَيضًا كواحِدٍ منهُم!‬
‫«يَومَ ... أَلقُوا قُرعَةً عَلَى أُورُشَلِيمَ، كُنتَ أَنتَ أَيضًا كوَاحِدٍ مِنهُم»‬‫(عوبديا 11)‬
‫ قد يكون الفعل الرديء أشنع بالنظر إلى فاعله. وعندما نسقط في الشـر، نحن أولاد الله، فإنما يطن صوت الفِعلة الشـريرة طنينًا عاليًا في آذان الآخرين. ودوي الشـر في حياة المؤمن، أعلى من دويه في حياة الشرير. ولو أرسل الله ملاكًا ليقبض على مؤمن وهو متلبس بفعلته النكراء، لَمَا وجد الملاك عبارة يوبخه بها غير هذه العبارة: «أَنتَ أَيضًا كوَاحدٍ منهُم»؟! وهي تعني: ”هل أنت هو؟! وماذا تفعل هنا؟!“.‬

‫ نحن الذين سُومحنا بالكثير، وتخلَّصنا من الكثير، وتعلَّمنا الكثير، وبُورِكنا بالكثير، هل نجرؤ على مد أيدينا إلى الشـر، أو الزج بأنفسنا في زمرة الأشرار؟! حاشا.‬

‫ لا يجب أيها الحبيب أن تُشاكل الناس المُتجنبين عن حياة الله. عندما جلست معهم، واستهزأوا بمبادئ القداسة والطهارة وضحكوا، لماذا ضحكت معهم؟! وعندما أطلَق أحدهم ”النكتة“ على مبادئ البر والتعفف والدينونة، لماذا قبِلَتها أُذنك، وكنت أنت كواحد منهم؟! وعندما تجمَّعوا في السوق، وقادهم الطمع إلى صفقة مُحرَّمة، أو خداع للبائع، أو كذب على المشتري، ما كان يليق بك أن تكون كواحد منهم. هل استطاع أحد أن يلمح فارقًا بينك وبينهم؟‬

‫ أخي المؤمن: كن أمينًا من نحو نفسك، وحقق لعيون الآخرين إنك خليقة جديدة في المسيح يسوع. لا تحسد شريرًا على شرّه، وإن جمع من عرض الدنيا أكداسًا، لئلا تسمع من فم المؤمنين وغير المؤمنين، هذه العبارة: ”حتى أَنتَ أَيضًا كوَاحِدٍ مِنهُم؟!“. إنك لن تشاركهم مصيرهم الأبدي، فلماذا تُشاركهم طريقهم هنا؟! ‬

‫ وأنتِ أيتها الأخت المؤمنة، أي فارق يُلاحظه الناس بين مظهرك ومظهرهن، وبين زينتك وزينتهن؟ هل أنتِ أيضًا كواحدة منهن؟! لماذا تحشرين نفسك في صفوف غير المتعففات وغير المحتشمات، مظهرًا وملبَسًا؟! لماذا تُشاكلينهن، وهن يعبدن ما لا تعبدين، ولم يتعلَّمن ما تعلَّمتِ، ورفضن المسيح الذي قبلتِ إيَّاه؟! إن من المسيحيات بالاسم مَن لا يعرفن طريقهن، أما المؤمنات الحقيقيات فيعرفن معنى القول: «أَسوارُكِ – أي أسوار الانفصال - أَمامِي دائمًا» ( إش 49: 16 )، وأيضًا معنى القول: «بَناتُنا كَأَعمدَة الزَّوايَا – ثباتًا وقوة احتمال ضد روح العصر - مَنحُوتَاتٍ حسَبَ بنَاء هَيكَلٍ» ( مز 144: 12 ). فيا ليتنا نأخذ مكاننا في صفوف الشهود لنعمة الله المُخلِّصة، المُعلِّمة إيَّانا «أَن نُنكِرَ الفُجُور ..، ونعيشَ بِالتَّعَقُّلِ والبِرِّ والتقوَى ...» ( تي 2: 12 ).‬

‫ كاتب غير معروف ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net