الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد‬ ‫14‬ ‫إبريل‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫باعَ كُلَّ ما كان لَهُ!‬
‫«... كَنزًا مُخفىً فِي حَقلٍ، وَجَدَهُ إِنسَانٌ فاَخفَاهُ. وَمِن فَرَحِهِ مَضَى وبَاعَ كُلَّ ما كانَ لَهُ واشترَى ذلِكَ الحَقلَ»‬‫ ( متى 13: 44 )
‫ إن المُشتري هو المسيح، والكنز هم شعبه، والحقل هو العالم. وليس نحن مَن اشترينا المسيح، أو دفعنا الثمن في الخلاص، بل العكس هو الصحيح، المسيح هو الذي اشترانا، فمَن سواه يقدر أن يشتري العالم؟ ومَن سواه كان أصلاً عنده شيء ليبيعه؟ إن الكتاب المقدس يُعلِّمنا أن الإنسان – روحيًا - ليس فقط مُفلسًا، لا يملك شيئًا، بل أيضًا مديون للرب، وليس في مقدوره حتى أن يُسدِّد ديونه ( لو 7: 42 ). بالإجمال لا يقدر الإنسان أن يكتشف الكنز لأنه أعمى روحيًا، ولا يقدر أن يشتري الحقل لأنه مُفلس أدبيًا. ‬

‫ وأما العبارة «ومِن فرَحِهِ مضَـى وبَاعَ كُلَّ ما كانَ لَهُ»، فصحيح هناك فرح للخاطئ عندما يخلُص، ولكن الكتاب يحدّثنا أيضًا عن فرح الراعي الذي وجد خروفه الضال، وفرح المرأة التي وجدت الدرهم المفقود، وفرح الأب عند رجوع الابن الضال ( لو 15: 5 ، 9، 23). ويُكلِّمنا أيضًا عن ”السُّـرُورِ الموضُوعِ أَمامَ المسيح“ ( عب 12: 2 )؛ وأيضًا: «كفَرَحِ العريسِ بالعَروسِ يفرَحُ بِكِ إلَهُكِ» ( إش 62: 5 ).‬

‫ ولقد باع الرب كل شيء ليشتري هذا الحقل، ويمتلك هذا الكنز. لقد ضحى بنفسه وبذل حياته وذاق الموت لأجل كل واحد (أو لأجل كل شيء بحسب ترجمة داربي ـ عب2: 9)، أي: لأجل الحقل ولأجل الكنز. والسـرور الذي كان أمامه ( عب 12: 2 ) جعله يحتمل الصليب، وبالطبع كان سرور امتلاك الكنز هو أحد جوانب مسـرَّاته.‬

‫ كلا ليس نحن الذين اشترينا الخلاص، بل هو عطية مجانية من عطايا النعمة. وليس نحن الذين اشترينا المسيح بل هو الذي اشترانا. وليس الإنسان هو الذي ضحى بكل ما كان له ليمتلك المسيح، بل المسيح هو الذي ضحى بكل ما كان له ليمتلك خطاة يغسلهم بدمه الكريم، فاشترى الحقل (العالم) ليقتني الكنز. فالكنز في نظره أثمن من كل العالم. ولقد كانت محبة المسيح لنا هي الأساس. فلم تكن محبتنا هي المحرِّك لمحبته، بل العكس هو الصحيح ( 1يو 4: 19 ). إن الصليب الذي أظهر محبة المسيح لقديسيه، كان هو الثمن الذي دفعه لشـراء كل العالم. لذا فإن ترنيمة الشيوخ (أي المفديين) في السماء هي: «مُستحقٌّ أَنتَ أَن تأخذَ السِّفرَ وتفتحَ ختومَهُ (أي مستحق إنك تملك على كل العالم)، لأَنَّكَ ذُبِحتَ واشتريتنَا (في الأصل: اشتريت) لله بدَمِكَ من كُلِّ قبيلَةٍ ولسَانٍ ..» ( رؤ 5: 10 ).‬

‫ يوسف رياض‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net