الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الثلاثاء‬ ‫16‬ ‫إبريل‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫ملجأ وقُوَّة‬
‫«اَللهُ لَنا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا»‬‫ ( مزمور 46: 1 )
‫ إن إلهنا في حكمته قد يسمح بأن يُجيزنا في أزمنة ضيق وآلام لكي يُدرِّب إيماننا على التمسُّك بمواعيده الكريمة، ولنختبر قيمتها الغالية، وصدق الله وأمانته في تحقيقها وإتمامها لنا. ‬

‫ وحريٌ بنا أن نذكر كلمات بني قورح الحلوة في مزمور 46 التي فيها نراهم في هدوء تام وطمأنينة كاملة، بالرغم من أقسى الظروف التي كان ممكنًا أن يجتازوا فيها. ما أجمل قولهم «اللهُ لنا مَلْجَأٌ وقُوَّةٌ. عَونًا في الضِّيقاتِ وُجِدَ شَدِيدًا». ففي الضيقات، وليس بدونها، يُمكننا أن نختبر أن الله لنا ملجأ وقوة، وعندئذٍ فقط يتسنى لنا أن نقول بحق «لذلِكَ لا نخشـَى ولو تزحزَحَت الأَرضُ، ولوِ انقلَبت الجبالُ إِلى قَلبِ البِحَارِ». أَ هذا هو اختباري واختبارك؟ هل في وسط الكروب والمخاطر تستطيع أن تقول بصدق وبإخلاص «لذلِكَ لا نَخشـَى»؟ ليتنا نلجأ للرب قائلين: «زِدْ إِيمانَنَا!».‬

‫ وقد يسأل سائل: إن كان الله أحبنا، ولأجلنا بذل ابنه الحبيب، فلماذا يسمح لنا نحن أولاده أن نجوز في وسط الكروب والاضطرابات والمخاوف؟ إن الإيمان يُجيب على هذا التساؤل بيقين كامل: «نَحنُ نعلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشيَاء تعمَلُ مَعًا للخيرِ للذينَ يُحبُّونَ اللهَ، الذينَ هُم مَدعُوُّونَ حَسَبَ قَصدهِ» ( رو 8: 28 ). نعم، إن الله يسمح بها لخيرنا ولبركتنا الروحية.‬

‫ إنه يسمح لنا بالضيقات والكروب والآلام ليس لكي يُدرِّب إيماننا وليُعلِّمنا الثقة فيه وفي صِدق مواعيده فحسب، ولكن لكي يُنقي حياتنا من كل ما لا يوافق إرادته الصالحة فينا ( رو 5: 3 -5؛ 1بط1: 6، 7)، ولكي يقودنا إلى تكريس ذواتنا له تكريسًا صادقًا وصحيحًا.‬

‫ وهو – له المجد – يسمح لنا بالضيقات والشدائد لكي يقودنا كثيرًا إلى عرش نعمته، ولكي يُرينا أنه ”سامع الصلاة“ الذي يسمع صراخنا، ويستجيب طلباتنا. أَوَ لم نختبر استجابته لصلوات كثيرة رُفعِت إليه، سواء في مخادعنا أو في اجتماعاتنا؟ فلنثابر على الصلاة «واظِبُوا علَى الصَّلاةِ ساهرِينَ فيها بالشُّكرِ» ( كو 4: 2 ).‬

‫ وهو أيضًا يسمح لنا بمثل هذه الظروف القاسية لكي يُرينا أن كل شيء في هذا العالم مُتزعزع ومُعرَّض للزوال، فنطلب ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله، ونهتم بما فوق لا بما على الأرض، وفوق الكل لنحيا ساهرين ومنتظرين قدوم ربنا المُبارك من السماء ليُنقذنا من الغضب الآتي، ولنكون معه في بيت الآب.‬

‫ جورج أندريه‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net