الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأربعاء‬ ‫17‬ ‫إبريل‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫نسلُ المرأةِ‬
‫«هُوَ (نسلُ المَرأَةِ) يَسحَقُ رَأسَكِ، وأَنتِ تسحَقِينَ عَقِبَهُ»‬‫ ( تكوين 3: 15 )
‫ هناك نوع من الشـر تأصل في داخلنا، وهو الميل لإعطاء العذر لأنفسنا. فآدم ألقى اللوم على المرأة «المَرأَةُ التي جَعَلتهَا مَعي هيَ أَعطَتنِي ... فأكلتُ» ( تك 3: 12 ). وكأنه يُريد أن يقول: ”لماذا أعطيتني هذه المرأة؟ إن عطيتك لي هي السبب في قيادتي إلى الخطية“. وهو بذلك يُريد أن يبعد الذنب عن نفسه، ويجعله بين الله والمرأة. ومن ذلك الحين صار أمرًا عاديًا بالنسبة لطبيعتنا الفاسدة أن نطرح مسؤولية خطايانا على شخص آخر. ‬

‫ ولا توجد كلمة مُعزية في كل ما قاله الله لآدم أو لأمرأته؛ لا يوجد إلا الحزن والمُعاناة، التعب والألم والموت ( تك 3: 16 -19). إن الله عندما يُظهِر للإنسان خطيته فهو يقصد أن يُقنع ضميره بخطئه، ثم تأتي النعمة والخلاص، وعندئذٍ يستطيع الإنسان أن يفرح. لكن قبل ذلك يريد الله من الخطاة أن يشعروا بخطاياهم وأن لا يجدوا أية راحة إلا عنده وفيه. ولهذا لا بد أن يُبعدهم عن ذواتهم تمامًا. ‬

‫ لنفرض أن لي طفلاً عنيدًا ومُتمردًا، فهل من المعقول أن أجعله يشعر بالسعادة وهو في عناده وتمرُّده؟! كلا بل بالعكس، لا بد أن أُشعره بخطئه وشقائه في عناده. إنني أشتاق إلى مسامحته؛ إلى استمالته لطلب المسامحة، لكن قبل ذلك لا بد أن يشعر بخطئه، ويعترف به. ‬

‫ على أن الله المُحبّ لم يترك هذين الخاطئين المسكينين دون شعاع من الأمل والراحة. فقال للحيَّة: «هو (نَسلُ المَرأَةِ) يسحَقُ رَأْسَكِ» ( تك 3: 15 ). ولقد كان المسيح هو هذا النسل الموعود به. لقد دخلت الخطية إلى المشهد، والعلاج هو إبطالها وإبعادها تمامًا بواسطة شخص آخر. والعجيب أن البركة لا بد أن تجيء بواسطة نسل المرأة؛ المرأة التي عن طريقها أتَت اللعنة. وهذه هي النعمة. ‬

‫ والله الذي منع الإنسان من الاقتراب منه، هو الذي أعدَّ العدة لإعادته إلى محضـره. إن الاقتراب إلى الله بواسطة دم المسيح الثمين هو امتياز كل مؤمن بالمسيح. وكيف نال الإنسان هذه البركة؟ بفضل نعمة الله الكاملة. لقد أحبنا المسيح وأسلَمَ نفسه لأجلنا. والله يريد أن نرى خطايانا كالفاصل بيننا وبينه، ثم نتحوَّل عن تبرير أنفسنا إلى الحكم عليها وإدانتها. وبهذا نُبرّر الله في حُكمه علينا، أي يكون لنا فكر واحد مع الله من جهة أنفسنا، وعندما نرى خطايانا كما يراها الله، فهذا يقودنا إلى التوبة. وهذا هو عمل حق الله وقداسته في قلوبنا. وحينئذٍ نجد النعمة الكاملة لمُلاقاة احتياجنا. ‬

‫ ف. و. جرانت‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net