الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الجمعة‬ ‫26‬ ‫إبريل‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫طِلبتكَ قد سُمِعَت‬
‫«لاَ تخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلبَتكَ قَد سُمِعَت»‬‫ ( لوقا 1: 13 )
‫ الأرجح جدًا أن زكريا وأليصابات قد كفا عن أن يصلِّيا طالبين ولدًا، أو على الأقل عن الإلحاح في الطلب. فقد بَدا لهما أنه من العبث أن يرفعا صلوات أخرى، لأنه لم تُعطَ لهما أية علامة من السماء لتؤكد لهما أن هنالك أي احتمال لاستجابة صلاتهما. يُضاف إلى هذا أن الطبيعة كانت تؤكد لهما استحالة الأمر نهائيًا. وفجأة ظهر ملاك الرب حاملاً التأكيد بأنه لا مُبرِّر للخوف، ويبشرهما باستجابة صلاتهما. كان هذا بمثابة سماع الأنباء بأن سفينة ميؤوس من نجاتها قد أرسَت على الميناء فجأةً.‬

‫ ليس مستحيلاً أن الصلوات التي توقفنا عن متابعتها ويئسنا من استجابتها، ترجع إلينا مُؤشَّرًا عليها بخط الله «طِلبَتَكَ قد سُمِعَت». كثيرًا ما تُدفع إلينا فوائد عن أموال كنا نظن أننا فقدناها، ولا أمل فيها. إن الفاكهة التي تلبث مدة أطول في الشمس هي التي تنضج أكثر من غيرها. هذه أمور قد تسمو فوق مستوى نظرتنا إلى الصلاة، لكن هذا ما يجب أن نتوقعه طالما كان الله قد عوَّدنا أن يفعل أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر.‬

‫ وإذ وصل زكريا، المُتقدِّم في الأيام إلى بيته لجأ إلى لوح (ع63)، وأنبأ زوجته بكل ما حدث، وبالاسم الذي كان ينبغي أن يُطلَق على الطفل. أما هي فإنها - على الأقل - لم تجد صعوبة في قبول الإعلان الإلهي المؤكّد. وفي أثناء الخمسة الأشهر التي فيها أخفَت نفسها، كانت تصـرف أوقاتًا طويلة في تأملات عميقة واثقة ومُصلِّية بأن يكون ابنها وفق ما يحمله اسمه من معنى ”الله تحنن“.‬

‫ توالت الشهور، وكان زكريا صامتًا ولا يقدِر أن يتكلَّم، لأن عدم الإيمان يُغلق على المرء فلا يتمتع بمباهج الحياة، ويُعطِل استخدامه ونفعه. ويا للفرق العظيم بين وقت الانتظار هذا، وبين وقت انتظار المُطوَّبة مريم التي صدَّقت رسول السماء!‬

‫ لا شك في أن زكريا كان رجلاً طيبًا مُلِّمًا بتاريخ شعبه. كانت نفسه – كما يتبيَّن من تسبحته – مليئة بالافتخار النبيل بالماضي المجيد ( لو 1: 67 -79). لقد استطاع أن يُصدِّق بأن إبراهيم وسارة وُلد لهما ولد بعد فوات السن، لكنه لم يُمكنه أن يُصدِّق بأن بركة كهذه يمكن أن تكون من نصيبه. أَوَ ليس هذا هو ما يجري معنا إذ يتعثر إيماننا؟! يُمكننا أن نُصدِّق بأن قوة الله أجرَت أو تُجري الكثير من العجائب في الماضي أو المستقبل. أما أنه يعني بنا عناية خاصة، أو أن صلواتنا تمس قلبه، أو أنه يمنحنا مُشتهى قلوبنا، فهذا ما نشك فيه! ‬

‫ ف. ب. ماير ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net