الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫السبت‬ ‫6‬ ‫إبريل‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫أَكون لهُم مَقدِسًا‬
‫إِني أَكُونُ لَهُمْ مَقْدِسًا صَغِيرًا فِي الأرَاضي التِي يَأتونَ إِلَيهَا»‬‫ ( حزقيال 11: 16 )
‫ حُمل النبي حزقيال بالروح إلى أورشليم، ورأى مخازي وفظائع العبادة الوثنية، رأى تمثال يُقال له تمثال الغيرة عند باب المذبح، ونظر سبعين شيخًا من شيوخ إسرائيل يعبدون الحيوانات النجسة في غرفة مظلمة، ووقع نظره على نساء يذرفن الدموع على الإله تموز، وشاهد خمسة وعشرين ساجدًا كانوا واقفين بين الرواق والمذبح وظهورهم نحو الهيكل، ووجوههم شطر الشمس يعبدونها (حز8). ومن جراء هذه الآثام حلَّت الدينونة على الشعب، وصعد إله إسرائيل من عتبة البيت ليتركه نهائيًا، ووقف على جبل الزيتون «وصَعدَ مَجدُ الرَّبِّ من علَى وَسَطِ المدينة ووقفَ علَى الجبَلِ الذي على شَرقيِّ المدينةِ» ( حز 11: 23 ). وصدر أمر القضاء: «اضرِبُوا. لاَ تُشفِق أَعيُنُكُم ولا تَعفُوا ... اقتلُوا للهَلاكِ ... وابتدئُوا مِن مَقدِسي» ( حز 9: 5 ، 6)، وتم سبي الشعب إلى بابل.‬

‫ ولكن هناك فريق تأوه بسبب الشـر والدنس، فوضع الرب السِمَة على جباههم، وأمر «لاَ تَقْرُبُوا من إِنسَانٍ علَيهِ السِّمَةُ» ( حز 9: 6 ). ويا لها من تعزية كانت تحظى بها نفوس هؤلاء الأُمناء في ذلك اليوم؛ يوم الخراب والسبي! لقد سُبوا من أرض آبائهم، وصاروا بعيدًا بين الأُمم، إلا أن الرب وعد هؤلاء الأُمناء أن يكون لهم مَقْدِسًا في أرض السبي، يتمتعون بحضوره وحمايته، ويقومون بمسؤوليتهم خير قيام، ويتذكَّروا أنهم يُمثلون ذاك المكتوب عنه «ويكُونُ البِرُّ مِنطَقَةَ مَتنَيهِ، والأَمَانةُ مِنطَقَةَ حقَوَيهِ» ( إش 11: 5 ).‬

‫ وقديمًا حفظ الرب عيِّنة للموازين والمقاييس في الخيمة للفصل في كل مشكلة فصلاً إلهيًا ( أم 11: 1 دا 1: 8 دا 6: 10 دا 3: 18 ). فهؤلاء الأُمناء ظلوا يقيسون الأمور ويزنونها من الوجهة الأدبية بموازين المقادس. لاحظ دانيال مثلاً وهو يَزن في مقادس الرب طعام الملك (دا1: 8)، وهِبات الملك (دا6: 10)، فرفض الطعام، ورفض الهِبات. وانظر الرجال الثلاثة الأُمناء يرفضون آلهة بابل (دا3: 18). وتأمل مردخاي في فارس وقد أبَى أن يحني ركبتيه لعماليق في شخص هامان. هؤلاء الرجال في أرض السبي لم ينسوا موازين المقادس.‬

‫ ومتى نظرنا إلى زماننا نحن الذين تسعى ضدنا أبواب الجحيم لتقضي على كل شيء من الله، نجد أن الرب يُطمئن شعبه بأنه مَقدِسٌ لاثنين أو ثلاثة يجتمعون باسمه، وهو مَقْدِسَهم في وسطهم. فعلى شعبه أن يحتفظ بموازين المقادس، ليستخدمها ليزن الإثم والتعليم الشـرير والمحبة الأخوية وكيفية التعامل مع الأشرار.‬

‫ كاتب غير معروف ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net