الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الثلاثاء‬ ‫9‬ ‫إبريل‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫ثوب الزفاف‬
‫«هَيَّأَت نفسَهَا. وأُعطِيَت أَن تلبَسَ بَزًّا نقِيًّا بَهِيًّا، لأنَّ البَزَّ هُوَ تبَرُّرَاتُ القِديسِينَ»‬‫ ( رؤيا 19: 7 ، 8)
‫ في أفسس 1: 6 نقرأ أن ما أخذناه قد أخذناه في المحبوب، بمعنى أننا قد تزيَّنا بكل أمجاد شخصه، وهكذا يرانا الآب في المسيح مُزيَّنين بكل مجده وفضله. ‬

‫ لكن الشـيء العجيب أن نرى العروس في السماء مُزيَّنة بالثوب الذي هيأته لنفسها، الذي نقرأ عنه أنه نقيٌّ بهيٌّ، وهذا الثوب يتناسب مع العروس السَّماوية ومع السماء. ‬

‫ ومِمَ صُنع هذا الثوب؟ من تبرُّرات القديسين - أي الأعمال البارة التي قام بها هؤلاء هنا على الأرض. وسوف ترتدي العروس ذلك الثوب الذي تنسجه الآن هنا على الأرض انتظارًا ليوم العُرس. ‬

‫ أي بر يمكن أن تعمل تلك العروس المخطوبة لعريس بعيد؟ لا بد أن تسلك سلوكًا يتناسب مع العريس، وماذا يجب أن تعمل العروس المخطوبة لرب المجد الذي في السماء؟ لا بد أن تحترص ألَّا يكون لها شركة مع أعدائه، ولا بد أن تشعر بالغربة هنا، وتعيش منفصلة عن العالم. ‬

‫ وهذا متوقع منها لأن العالم قد رفض عريسها ولم يُقدِّم له إلَّا صليبًا وقبرًا، فهل من عُذر لها إذا لم تشعر بالوحدة؟ كيف تستطيع أن يكون لها أصدقاء هنا؟ «أَمَا تَعلَمُونَ أَنَّ محَبَّةَ العالَمِ عداوَةٌ للهِ؟» (ع4: 4). لهذا فإن تبررات القديسين (الكنيسة) هنا على الأرض، إنما يدُّل على السلوك اللائق بعروس للعريس السَّماوي، مُدركة لعلاقتها بالرب المرفوض الذي هو في السماء الآن، ومُجتهدة أن تحيا كل حياتها بتوافق مع تلك العلاقة. ‬

‫ أية حقيقة عجيبة هذه، أن نرى العروس في المجد في السماء مرتبطة بالثوب الذي أعدَّته لنفسها. ‬

‫ لقد قرأت مرة عن مؤمن حلم حلمًا تأثر به. لقد حلم أنه في السماء وهو يرى عُرس الخروف. واندهش من رؤية قطع كبير في ثوب العروس، فسأل ملاكًا: ما هذا القطع؟ فأخبره الملاك أن تلك القطعة من الثوب كانت من نصيبه هو ليعملها وهو على الأرض، لكنه لم يكن يعيش للرب، ولم يُمثّل ما كان يجب أن تكون عليه العروس على الأرض. ‬

‫ بالطبع لقد كان هذا مجرَّد حُلم، فثوب زفاف العروس لا بد أن يكون كاملاً، وكما نفهم من أفسس5 أن العروس ستكون بلا عيب ولا غضن. لكن أَ ليس ممكنًا ألَّا يكون في حياتي تبرُّرات تنفع لصُنع الثوب؟ لذلك لا بد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: هل سلوكنا كأفراد أو كجماعة يتناسب مع كوننا عروس الخروف؟ ‬

‫ هايكوب‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net