الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الثلاثاء‬ ‫14‬ ‫مايو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫وَجهًا لوَجهٍ‬
‫«إِننا ننظُرُ الآنَ فِي مِرآةٍ، فِي لُغزٍ، لكِن حِينئِذٍ وَجهًا لِوَجهٍ»‬‫ ( 1كورنثوس 13: 12 )
‫ عند دراستنا لشخصيات العهد القديم نقرأ - عند موتهم - أنهم: ”انضَمّوا إِلَى قَومِهِم“. ولا يقصد بهذا مجرَّد دفنهم معهم، بل إنهم انضموا إلى أحبائهم في مساكن الأرواح، دون أن تكون هناك فترة توقف بين ما يذكرونه عنهم وهم في الأرض، وبين اتصالهم بهم في السماء!‬

‫ وموقف داود عند موت ابنه يُرينا أنه قد اعتقد اعتقادًا راسخًا في هذا التقابل المُميَّز إذ يقول: «أَنا ذَاهِبٌ إِلَيهِ» ( 2صم 12: 23 ). وهل كان داود يتعزى بكونه ذاهبًا إلى ابنه إلى القبر؟ أو هل كان يتعزى بكونه ذاهبًا إلى ابنه الذي سوف لا يعرفه في السماء؟ كلا. فماذا تكون فائدته حينئذٍ؟ ونحن لا نجد أية صعوبة في تعرُّف المؤمنين على ذَويهم في السماء، أو الوالدين على أولادهم. ‬

‫ ومشهد جبل التجلِّي دليل واضح على هذه المعرفة المُميزة. فعندما ظهر موسى وإيليا بمجد مع الرب، عرفهما التلاميذ. فإذا كان التلاميذ ذوو النظر الأرضي المحدود أمكنهم التعرُّف على قديسين من السماء، فبالتأكيد عندما نصل إلى هناك بأجسادنا المُمجدة وبصـرنا السماوي، سنكون قادرين على التعرُّف على أولئك الذين كانت لنا شركة معهم وهم على الأرض.‬

‫ وعندما مات الغني وذهب إلى الهاوية، رفع عينيه وهو في العذاب ورأى إبراهيم من بعيد ولعازر في حضنه ( لو 16: 23 ). وهنا توجد حالة تبرهن على كل من التمييز والتذكُّر في الحياة المستقبلة. وإذا وجدت ذاكرة وتمييز في مساكن الهالكين، فكم ستكون العلاقة العظيمة بين المحبوبين في بيت المفديين، حيث لا توجد حدود للدراية والعلم!‬

‫ والرسول بولس علَّم بأن السماء مكان معرفة مُتبادلة بين أولاد الله. فقد قال للتسالونيكيين: «لأَن مَن هوَ رجَاؤُنَا وفرَحُنَا وإِكلِيلُ افتِخَارِنَا؟ أَم لَستم أَنتم أَيضًا أَمَامَ ربِّنَا يسوعَ المسيحِ فِي مَجِيئهِ؟ ...» ( 1تس 2: 19 ، 20). فلا يوجد خطأ فيما يبدو في ذهن بولس ويتوقعه بالضبط، أنه سيُقابل المُخلَّصين من التسالونيكيين في السماء، وليس ذلك فقط، بل إنه يمتد ببصـره إلى أنه سيكون قادرًا على تمييزهم من الآخرين الذين آمنوا بالمسيح أثناء سني خدمته. ‬

‫ إن معرفتنا الآن مرتبطة بالإعلان الذي أعطاه الله لنا. وكم نحمده من أجل هذا الإعلان العجيب في كلمته! ولكن في ذلك اليوم «وَجهًا لِوَجهٍ». إيه أيها الرجاء المبارك! «وَجهًا لِوَجهٍ» مع العائلة والأصدقاء الذين قد أحببناهم وفقدناهم من مدة، ولكن إلى أجل قصير! ولكن لا يزال يوجد ما هو أعظم وأمجد: «سَنَرَاهُ كَمَا هُوُ ... وَجهًا لِوَجهٍ».‬

‫ كاتب غير معروف‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net