الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأربعاء‬ ‫15‬ ‫مايو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫باراباس أَم يسوع؟!‬
‫«قالَ لَهُم: مَن مِنَ الاِثنينِ ترِيدُونَ أَنْ أُطلِقَ لَكُم؟ فَقَالُوا: بَارَابَاسَ!»‬‫ ( متى 27: 21 )
‫ بَارَابَاس اسم أرامي معناه ”ابن الأب“ أو ”ابن أبيه“. وهو بلا شك من أب هو إبليس. إنه التقليد الشيطاني للمسيح ابن الآب. ويا للعجب أن يُفضِّل الإنسان بَارَابَاس ويرفض المسيح! أن يختار البديل الشيطاني، ويرفض العطية الإلهية! لقد اتفق القادة والشعب على هذه الجريمة البشعة. كم مرة نقرأ تلك العبارة الجميلة على فم يسوع: «إِنِّي أُشفِقُ علَى الجَمعِ»، ولكن هنا نجد لا رؤساء الكهنة فحسب، بل نجد الجموع ترُّد الخير الذي عمله المسيح بهم، فيطلبون رجلاً قاتلاً، ويُسلِّمون يسوع للصلب! ( أع 3: 14 ، 15).‬

‫ ودون علم من بيلاطس بما حدث من رؤساء الكهنة والشيوخ من تحريضهم للجماهير ضد يسوع، إذ كان مشغولاً بتلقي رسالة زوجته ( مت 27: 19 )، وَجَّه بيلاطس سؤاله الثاني هنا للجماهير، منتظرًا أنهم يطلبوا منه إطلاق يسوع. لقد كان عليهم أن يُحدِّدوا موقفهم بالنسبة لهذين الاثنين: رجل إبليس أم رجل الله؟ وهو اختيار قاطع يُحدِّد مصير ذلك الشعب؛ وهو الاختيار نفسه الذي يجب أن يقوم به كل إنسان: يسوع المسيح المصلوب، أم إبليس وكل ما يقدمه في هذا العالم. وللأسف كان اختيارهم بَارَابَاس! ‬

‫ يتساءل الكثيرون مُتحيرين: لماذا الرذيلة في العالم منتصـرة ومنتشرة؟ ولماذا الشـر أكثر رواجًا من الخير؟ ولماذا معاول الهدم أسرع من معاول البناء؟ وآلاف الأسئلة الأخرى عن المآسي والفواجع. لكن شرور العالم كله تَرَكَّز، وغباء البشـر كله تَجَسَّد في صرخة واحدة سُمعت يوم الصلب: ”لَيسَ يَسُوعَ بَل بَارَابَاسَ!“ ( يو 18: 40 ). إنها أرهب صرخة سُمعت في كل التاريخ. لقد اختاروا الإرهابي ورفضوا الوديع. ومن وقتها صار هذا نصيب البشـر، فمَن يزرع الريح لا بد أن يحصد الزوبعة ( هو 8: 7 ). ‬

‫ وما زال هذا السؤال الذي تردَّد في أورشليم من ألفي عام يتردَّد اليوم في كل العالم: ”مَنْ مِنَ الاِثنَينِ تُرِيدُونَ ... يَسُوع أم ...؟“ ... وضَعْ في الجانب الآخر ما شئت من الأسماء، أو من الأصنام، أو من الشهوات، أو من الخطايا. فالشيطان عنده دائمًا البديل الذي يُقَدِّمه لك، لكنه بديل مُدَمِّر وخطير، مثل بَارَابَاس تمامًا. والسؤال والإجابة علَّمتنا شيئًا هامًا، أنه ليس أمام المرء منا سوى اختيار واحد من اختيارين لا ثالث لهما: المُخلِّص أم القاتل؟ المسيح أم الشيطان؟ فماذا تختار إذًا؟‬

‫ يوسف رياض‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net