الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الخميس‬ ‫16‬ ‫مايو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫كَرنيليوس وتأثيره‬
‫«كَرنِيلِيُوس، نادَى اثنَينِ مِن خدَّامِهِ وعَسكَرِيًّا تقِيًّا ... وَأَخبَرَهُم بِكُلِّ شَيءٍ»‬‫ ( أعمال 10: 7 ، 8)
‫ في أعمال 9 نرى فتاة بسيطة؛ طابيثا، لها أحشاء رقيقة، تصنع إحسانات كثيرة. لكننا في أعمال 10 أيضًا نرى كرنيليوس؛ رجلاً عسكريًا له أحشاء رقيقة. ففي الوقت الذي فيه يُركز العظماء على مُجاملة أصحاب النفوذ والأثرياء ليُبادلوهم ذات المعاملة، كان كرنيليوس رجلاً مُحسنًا عطوفًا يتوق أن يرى البسمة على وجوه المساكين، فكان «يَصنَعُ حَسَنَاتٍ كثيرةً للشَّعبِ». ومع أنه كان ضابطًا رومانيًا وأُمميًا، لكنه كان تقيًا ومُصلِّيًا وسخيًا. ما أروع عمل الله في حياته! إنه واحد من الذين أنشأ الله فيهم جوعًا نحو المسيح، وهو ضمن الذين قال عنهم الرب: «وأَنا إِن ارتَفَعتُ عَنِ الأَرضِ أَجذِبُ إِليَّ الجمِيع» ( يو 12: 32 ). ‬

‫ وكانت في قلب كرنيليوس أشواق عميقة أن يُتمم إرادة الله، ويزداد في معرفته، فنظر الرب إلى أشواقه. كان الخصـي الحبشـي رجلاً في مركز عظيم، كان يقرأ باهتمام في كلمة الله، ومشتاقًا لأن يفهم ما يقرأ. وكان كرنيليوس يُصلِّي دائمًا ومُشتاقًا أن يعرف عن المُخلِّص وطريق الخلاص. والرب دائمًا يتجاوب مع أشواق القلب العميقة، ويُوجَد لمَن يطلبه. وكما أرسل الرب فيلبس المُبشّـِر للخصـي الحبشـي، هكذا أرسل الرب بطرس لهذا القائد الروماني. وعندما ظهر الملاك له، يقول الكتاب: «شَخَصَ إِلَيهِ»، أي ركز نظره مُترقبًا أن يسمع ما جاء لأجله هذا الرسول الذي مِن السماء. لم ينبهر أو ينشغل بظهور الزائر السماوي، لكن قلبه كان مشغولاً بموضوع رسالته.‬

‫ وبصفته قائد مئة في الجيش الروماني، كان مُعتادًا أن يتلقى أوامر من القيادة الرومانية ، لكن ها هو يتلقى أمرًا من قيادة أعظم؛ من القيادة السماوية العُليا. لذلك في طاعة وبسـرعة وبدون تردُّد، أرسل كرنيليوس اثنين من خدامه، وجنديًا تقيًّا، لاستدعاء بطرس. ولمَّا دعا جنوده من أجل المهمة التي كلَّفهم بها، لم يُصدر لهم أوامر ينفذونها بطاعة عمياء، لكنه «أَخبرَهُم بكُلِّ شيءٍ». لقد أراد أن يزيد من تأثير أشواقه وكل ما يشغل قلبه، ويكشفها لكل مَن حوله. كان الرب يعلم أن كرنيليوس ليس وحده الذي كان مُشتاقًا وشغوفًا، لكن هذه الأشواق وصلت إلى كثيرين، والعطش الشديد قد وصل إلى أهل بيته وأنسبائه وأصدقائه، وربما بعض جنوده، فصاروا هم أيضًا مُشتاقين مثله، وشغوفين أن يسمعوا رسالة السماء عن الخلاص والمُخلِّص، ومُهتمين بذات درجة اهتمامه. ‬

‫ أيمن يوسف‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net