الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الخميس‬ ‫23‬ ‫مايو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫مَلِكَة سَبَا والخَصِيّ‬
‫«وَسَمِعَت مَلِكَةُ سَبَا بِخَبَرِ سُلَيمَانَ لِمَجدِ الرَّبِّ، فأتت لِتمتحِنهُ بِمَسَائِلَ»‬‫ ( 1ملوك 10: 1 )
‫ في العهد الجديد نرى رحلة تُشبه إلى حد كبير رحلة ملكة سبأ إلى أورشليم؛ وهي رحلة الخصـي القادم إلى أورشليم ليسجد. لقد ترك المدينة، حيث يوجد الهيكل والكهنة والطقوس والذبائح، تركها كما دخلها غير مستريح الضمير. ونراه وهو في طريقه مبتعدًا عن أورشليم، كله رغبةً في أن يعرف الحق. السجود هناك لم يُسكِّن ضميره. لم يكن له جواب من الله بعد، ونفسه لم تكن في راحة كاملة. ‬

‫ لقد خيَّبَت أورشليم أمله كما خيَّبَت آمال المجوس من قبل (مت2). خرج من أورشليم كما لو كان في بداية الرحلة التي قامت بها الملكة إذ كان يشعر بعدم الراحة وعدم الشبع. وكانت كلمة الله تدعو نفسه، والنبي إشعياء بكلامه أخذه بعيدًا عن نفسه، ووَجَّه نظره إلى ذلك الشخص العجيب الذي كان يتكلَّم عنه «مثلَ شَاةٍ سِيقَ إِلى الذَّبحِ، ومِثلَ خَرُوفٍ صَامتٍ أَمَامَ الذِي يَجُزُّهُ هكذا لَم يَفتح فَاهُ» ( أع 8: 32 ). وكان الخصـي يتوقع شهادة عن نعمة الله، كما كانت الملكة تتوقع أن ترى في سليمان شهادة عن المجد. ولقد أخبره فيلبس عن السر الذي كان يبحث عنه، فشبعت نفسه وامتلأ قلبه، كما امتلأ قلب الملكة من قبل، وتابع رحلته فرحًا. لقد خطف روح الرب فيلبس، ولكن استطاع أن يستمر في طريقه بنفس ممتلئة. ‬

‫ هو لمَس النعمة في كلمات النبي إشعياء، وهي عايَنت مجد سليمان. وسواء أكانت مُناداة الرب لنا بالنعمة أو المجد، سواء حرّك ضمائرنا أو قلوبنا فهذا يرجع إلى سمو الامتيازات الإلهية التي تقنعنا كما حدث مع هذين الشخصين. فالرب هو الذي يشبع النفس بأن يظهر لها بالحالة التي تلائمها وتسـرّها. وما أجزلها بركة تلك التي نراها في الحالتين! ‬

‫ ولا يجب أن يفوتنا أن روح كل منهما لم يكن فيها شيء من الحسد. لقد عايَنت الملكة أمجاد سليمان التي تفوق بمراحل ما كان لها بدون أي دافع للغيرة، بل إنها سُرَّت بما رأت، وأُعجبت بالملك وعبيده وسُقاته وكل مَن كان يسمع حكمته. وهكذا أيضًا الخصـي كان مستعدًا أن يكون تلميذًا لفيلبس، ويتعلَّم منه، حاسبًا نفسه الأصغر مباركًا من الأكبر. وهكذا نرى أن العمل الإلهي يؤثر في النفس ويجعلها تشعر بالقلق من حالتها، وتشعر برغبة في أن تعرف المسيح وتشبع بمعرفته، وتصبح سعيدة تتمتع بأفراحه ولها هذه الطبيعة الخالية من الحسد.‬

‫ بللت‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net