الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫السبت‬ ‫25‬ ‫مايو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫الصَّلاةُ في الرُّوحِ القُدس‬
‫«ابنوا أَنفُسَكُم علَى إِيمَانِكُمُ الأقدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ القُدُسِ»‬‫(يهوذا20)‬
‫ على الرغم من أن الروح القدس يسكن في جميع المؤمنين الآن، إلا أن معظمنا لا يُدرك هذه الحقيقة العُظمى. فبالنسبة للكثيرين منا يُعتبَر الأمر مجرَّد نظرية أو عبارات تعليمية كبيرة. فيقول الكثيرون من المؤمنين: ”إننا نؤمن بالروح القدس“، ولكن بدون أدنى إدراك للمعنى الرائع لهذه الكلمات: «إِذ آمَنتُم خُتِمتم برُوحِ المَوعِدِ القُدُّوسِ» ( أف 1: 13 ). إن هذا الشخص القدوس؛ الأقنوم الإلهي، يسكن فينا، إذا كنا مؤمنين حقيقيين بالمسيح، وأجسادنا هي هيكله. وقد جاء ليُقيم إقامة كاملة ودائمة في دواخلنا. فهل أدركنا ذلك ورحبنا به في قلوبنا؟ ولنلاحظ أنه ”الروح القدس“. إنه يكره الخطية بشتى صورها: الشهوة، الكبرياء، الجسدانية، القسوة: بكل الصور وبكافة الدرجات، إذ هو بسهولة يحزن فينا. وبالرغم من ذلك فكم بيننا مَن لم يهتم بمنتهى الجدية بأن ”ينظف البيت“ لكي ما نكون هيكلاً مُلائمًا لسُكناه الدائم فينا!‬

‫ دُعيت مرة لزيارة بيت، ذكراه دائمًا تملأني الاشمئزاز، إذ كان في حالة قذرة وغير صحية، حتى إني الآن أعجب كيف أمضيت أسبوعًا أنا وأسرتي فيه. لم نتمتع بالزيارة، ولكن حاولنا بالقدوة وبالعمل المضني أن نُنظف المكان، ونُعلِّم الناس الذين فيه قليلاً ممَّا تعنيه النظافة.‬

‫ والروح القدس أكثر حساسية للقذارة الأدبية والدنس الروحي؛ أكثر بما لا يُقاس من أكثر الناس نظافة ورقَّة إزاء القذارة والخشونة في ظروف الحياة. والكتاب يقول: «ولاَ تُحزِنُوا رُوحَ اللهِ القُدُّوسَ الذي به خُتمتُم ليَومِ الفدَاءِ» ( أف 4: 30 ). والعدد التالي يوضح لنا نوع النظافة المطلوبة: «ليُرفَع من بَينكُم كُلُّ مرَارَة وسَخَطٍ وغَضَبٍ ... معَ كُلِّ خُبثٍ» (ع31). يجب أن تُرفَع كل هذه إذا كنا لا نريد أن نُحزنه.‬

‫ وعندما يكون الروح القدس غير محزون فينا، فحينئذٍ يُمكننا أن نُصلِّي في الروح القدس. وهذا هو السبب في وجود العديد من الصلوات غير المُستجابة. وهذا أيضًا يُوضح لنا لماذا في أحيان كثيرة نُحاول أن نُصلِّي فلا نجد فرحًا أو راحة، فالروح القدس المحزون صامت فينا، وبالتالي فهو لا يُشكِّل ويصوغ طلباتنا. فالشـركة مع الله مقطوعة، وصلواتنا تذهب عندئذٍ هباء. ولن يوجد أدنى انتعاش في النفس. وكل ذلك بسبب سلوكنا غير المُدّقق، وعدم الحكم على الذات. ومن المستحيل أن الروح القدس يتركنا، لأنه يمكث فينا إلى الأبد، ولكنه لا يشعر بأن له حرية العمل في قلوبنا. ‬

‫أيرنسايد‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net