الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد‬ ‫26‬ ‫مايو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫الصليب‬
‫«بَعدَ يَومَينِ يَكُونُ الفِصحُ، وَابنُ الإِنسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصلَبَ»‬‫ ( متى 26: 2 )
‫ قصة الصليب هي بدون شك أعظم قصة في الوجود والخلود. والقصة نظرًا لأهميتها تشغل الأصحاحات الأخيرة في كل الأناجيل الأربعة، مُعلنة بذلك أن هذا هو غرض تَجَسُّد المسيح ومجيئه إلى الأرض. وليس ذلك فقط، بل إن العديد من الرموز والنبوات عنها تملأ أسفار التوراة في العهد القديم، كما أننا في سفر المزامير نَطَّلِعُ على مشاعر المسيح وهو يتحمَّل غصص الموت نيابة عن أحبائه. وبعد ذلك فإننا في سفر الأعمال نجد نشـر أخبار ذلك العمل الرائع في كل المسكونة، وفي الرسائل يشرح لنا الرسل الجوانب المختلفة للتعليم الخاص بالصليب.‬

‫ ومع أن القصة في ذاتها بسيطة، لكن النتائج المترتبة عنها خطيرة وأبدية. فلا خلاص لأحد من الناس بدون الصليب. بل إن مجد الله نفسه، ودحر الشيطان النهائي كانا يتطلبان هذا العمل الذي بحسب مشورات الله الأزلية وأفكاره الصالحة. بدون صليب المسيح ما كان إنجيل للخطاة، ولا مسيحية صحيحة على الإطلاق. وحقًا ما أعظم تأثير هذا العمل على بني البشر! ولذلك فكم من قصائد نُظمت، وكم من تسبيحات أُنشدت، وكم من ترنيمات أذابت قلوبًا قاسية، وأدخلت إليها السعادة والأمل!‬

‫ ومن الأهمية بمكان أن ندرك أن المسيح ولد لكي يُصلَب، فهو «أُظهِرَ مرَّةً عندَ انقضَاءِ الدُّهُورِ ليُبطِلَ الخطيَّةَ بذبيحَة نفسهِ» ( عب 9: 26 ). وهو إن كان قد وُلد في ملء الزمان لفداء الإنسان ( غل 4: 4 )، فلقد مات في الوقت المُعَيَّن لأجل الفجار ( رو 5: 6 ).‬

‫ ومتى 26 هو أطول أصحاحات إنجيل متى، ويُعتَبَر أصحاح الأحداث المُمَهِّدَة للصلب المذكور في أصحاح 27. وهناك سبعة أفكار رئيسية تلخص هذين الأصحاحين الأخيرين، الأكثر أهمية في هذا الإنجيل، منها أربعة في هذا الأصحاح، وثلاثة في الأصحاح التالي، كالآتي: العشاء الأخير- جثسيماني – القبض على المسيح - المحاكمة الدينية - المحاكمة المدنية - الصلب – الدفن.‬

‫ إنها أهم وأخطر اللحظات في تاريخ البشـرية، وسنلاحظ كيف أظهر البشر أسوأ ما عندهم من شر وخبث وقسوة، وكيف أظهر الله من الجانب الآخر كل حب وتضحية وفداء. فحقًا «المَاكِرُ آلاتُهُ رَديئَةٌ. هوَ يَتآمرُ بالخَبائثِ ... وأَمَّا الكريمُ فبالكرَائمِ يتآمَرُ، وهوَ بالكرَائمِ يَقومُ» ( إش 32: 7 ، 8).‬

‫ يوسف رياض‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net