الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الثلاثاء‬ ‫28‬ ‫مايو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫العبيد المُستعدون‬
‫«طُوبَى لأُولَئِكَ العَبِيدِ الذِينَ إِذا جَاءَ سَيِّدُهُم يَجِدُهُم سَاهِرِينَ»‬‫ ( لوقا 12: 37 )
‫ مثَل العبيد المُستعدين ( لو 12: 35 -40) يُصوِّر لنا المؤمنين كعبيد، وهم في حالة انتظار وترقب لمجيء الرب:‬

‫ (1) رجاء المنتظرين: موضوع الانتظار هو الرب نفسه «يَنتظرونَ سَيِّدَهُم» (ع36). وفي هذا يقول الرسول بولس: «فإِنَّ سيرتَنا نحنُ هيَ في السَّمَاوات، التي منها أَيضًا نَنتظرُ مُخَلِّصًا هوَ الرَّبُّ يسوعُ المسيحُ» ( في 3: 20 ). ‬

‫ (2) حالة المنتظرين: «لتكُن أَحقَاؤكُم مُمَنطَقةً» (ع35): المنطقة تُكلِّمنا عن الاستعداد للخدمة ( يو 13: 1 -12)، وكلَّما أدركنا أن مجيء الرب قد اقترب، فهذا يُولِّد فينا أشواقًا لخدمته «كُونُوا راسخينَ، غيرَ مُتزَعزعينَ، مُكثرينَ في عمَل الرَّبِّ كُلَّ حينٍ، عالمينَ أَنَّ تعَبكم ليسَ بَاطلاً فِي الرَّبِّ» ( 1كو 15: 58 ).‬

‫ «لتكُن .. سُرجُكُم مُوقَدَةً» (ع35): السراج يُكلِّمنا عن الشهادة. وكم نحتاج أن نكون مُضيئين للمسيح كأنوار في العالم، في وسط جيل معوج ومُلتو ( في 2: 15 ).‬

‫ «طُوبَى لأُولئِكَ العَبيدِ الذينَ إِذَا جاءَ سَيِّدُهُم يَجدهُم سَاهرينَ» (ع37): إن السهر هو حالة التيقظ والتوقع لمجيء الرب، «وما أَقولهُ لكُم أَقُولهُ للجميعِ: اسهَرُوا» ( مر 13: 36 ).‬

‫ (3) مُجازاة المنتظرين: «اَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يتمَنطَقُ ويُتكِئهُم ويتقدَّمُ ويَخدِمهُم» (ع37): يا للعجب! لم يكتفِ الرب بأنه قد خدمنا هنا بالجسد، وخدمنا بموته أيضًا، والآن يخدمنا بحياته أمام الله، بل سيخدمنا أيضًا في السماء عند مجيئه، إذ سيُجلسنا على عروش المجد، وعلى ولائم محبته، في بيت الآب. فأي شرف وتقدير نظير هذا؟!‬

‫ (4) ترقب المنتظرين: «وإِن أَتى في الهَزيعِ الثَّانِي أَو أَتى في الهَزيعِ الثالث ووَجدَهُم هكذا، فَطُوبَى لأُولَئِكَ العبيدِ» (ع38): لم يَقُل الرب إنه سيأتي في الهزيع الأول لكيلا نتوقع مجيئه بصورة فورية، فلا يحدث ضجر إن لم يتحقق. كذلك لم يَقُل إنه سيأتي في الهزيع الرابع، لئلا يكون هذا فرصة للتراخي والكسل، بل قال: «إِن أَتَى فِي الهَزيعِ الثَّانِي أَو أَتى فِي الهَزيعِ الثَّالث»، لكي نكون في حالة سهر دائم واستعداد حقيقي.‬

‫ (5) تحريضات للمنتظرين: «فَكونُوا أَنتم إِذًا مُستعِدِّينَ، لأَنَّهُ في سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يأتِي ابنُ الإِنسَانِ» (ع40): سيأتي الرب كلص للعالم الحاضر الشـرير، بل وللمسيحية الإسمية ( 1تس 5: 2 ؛ رؤ3: 3)، أما للمؤمنين، فسيأتي باعتباره عريس المجد. فيا ليت الرب ينعم علينا بحياة السهر والترقب الدائم لمجيئه الذي اقترب جدًا، فنحيا حياة الخدمة والشهادة.‬

‫ فؤاد حكيم‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net