الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأربعاء‬ ‫29‬ ‫مايو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫مضمون الخلاص‬
‫«اسمَهُ يَسُوعَ. لأنهُ يُخَلِّصُ شَعبَهُ مِن خطَايَاهُم»‬‫ ( متى 1: 21 )
‫ كثيرون عندما يُسألون عن مفهوم الخلاص عندهم، يُجيبون: ”معناه النجاة من الجحيم، والدخول إلى السماء“. والحقيقة أن هذه الإجابة وجه واحد من أوجه الخلاص، ولكنها لا تُعبِّر إلا عن جزء يسير من معنى الخلاص. صحيح أن ربنا يسوع المسيح يُخلِّص شعبه من الغضب الآتي، ويُنقذهم من دينونة رهيبة جدًا تستحقها خطاياهم، لكن نصـرة المسيح في الصليب أكثر كثيرًا من هذا كله. إنه «يُخَلِّصُ شَعبَهُ مِن خطَايَاهُم». ويا له من خلاص حلو من أردأ الأعداء. ‬

‫ لكن إذا ما تقدَّم المسيح ليصنع خلاصًا، فهو يصنعه كاملاً. إنه يبدأ بخلع الشيطان من عرشه، ويُجرِّده من سلطانه، فلا يعود يُمارس سلطته بعد، ولا يمكن أن يكون المسيحي مسيحيًا حقيقيًا إن كان للخطية سلطان عليه. إن الخطية كطبيعة الإنسان الساقط فينا باقية، ولا يمكن أن تُفارق أجسادنا طالما لم نلبس الجسد الجديد المجيد. لكن الخطية كطبيعة قديمة لن يعود إليها سلطانها أبدًا. إنها تحاول وتحاول باستمرار، وتترقب وتتوثب لأجل استعادة سلطانها «لأَنَّ الجَسدَ يَشتهِي ضدَّ الرُّوحِ» ( غل 5: 17 )، لكن مع ذلك لن تتربع الخطية سَيِّدة لها الأمر والنهي، بل المسيح هو السَيِّد للمؤمن، وصاحب الحق بلا منازع. أما الجسد فيجب أن يُقمع ويُضبط ويُستَعبد بقوة الروح القدس. ‬

‫ إن كانت العيشة في الخطية هي الطابع المُميِّز لشخص ما، فهذا الشخص غير مُخلَّص، إنه لم يعرف المسيح كمَن يُقدِّس الحياة، وكمَن يُعطي قلبًا جديدًا، وكمَن يسكب محبة القداسة في النفس، ويوقظ في القلب بُغضة للخطية. إن لم يختبر الإنسان هذه التغييرات في حياته، فإن مثل هذا الشخص لم يأخذ شيئًا مِن المسيح. إن النعمة التي لا تجعل من الإنسان إنسانًا أفضل ممَّا كان، وأفضل من الناس الطبيعيين حوله، ليست نعمة على الإطلاق. ولنلاحظ أن العبارة الكتابية تقول إن المسيح «يُخلِّصُ شعبَهُ - ليس ”في“ خطَاياهُم ، بل ”مِن“ خطَاياهُم» ( مت 1: 21 ).‬

‫ إن القداسة هي الطابع المُميّز للحياة الجديدة، حياة المفديين «القدَاسَةَ التي بِدُونها لَن يَرى أَحَدٌ الرَّبَّ» ( عب 12: 14 ). وإذا وَصفنا شخصًا بأنه ”مُخلَّص“ فإن هذا الوصف يساوي تمامًا قولنا عنه إنه ”يسلك في القداسة“. وإن كنا لم نخلُص من سلطان الخطية، فكيف ينطبق علينا القول: إننا من شعب الرب؛ الشعب الذي الرب سَيِّده؟‬

‫ كلي ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net