الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الخميس‬ ‫30‬ ‫مايو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫المجدَليَّة والأُخريات‬
‫«فِي أَوَّلِ الأسبُوعِ جَاءَت مَريَمُ المَجدَلِيَّةُ إِلَى القَبرِ باكِرًا، والظلاَمُ بَاقٍ»‬‫ ( يوحنا 20: 1 )
‫ النساء الأُخريات جئن عندما طلعت الشمس ( مر 16: 2 )، أما مريم المجدلية فقد جاءت «والظّلامُ بَاقٍ»، فلم تَخْشَ من أن تسير بالليل في هذا الطريق الخطر المُثير للمتاعب، الذي يقود إلى خارج المدينة. وحقًا عندما رأت الحجر قد دُحرج، والقبر خالٍ، تركت النساء الأخريات خلفها، واللائي – كما يبدو – قد ظهرن في المشهد في الوقت المناسب، وعادت على عقبيها في كل الطريق، ورجعت راكضة إلى المدينة، حيث أخبرت التلميذين اللذين كانا هما الأقرب للرب بذاك الألم الذي حلَّ بقلبها لأجل ما شهدت. ونستبين ذلك الإحساس الحزين الذي حلّ بقلبها من تلك الكلمات المُحمَّلة بالأسى: «أَخذُوا السَّيِّدَ من القَبرِ، ولَسنا نعلَمُ أَينَ وضَعُوهُ!» ( يو 20: 2 ).‬

‫ كانت مريم، مثل التلميذين والنساء الأُخريات، ”تطلب الحي بين الأموات“. وكان هذا دالاً على أنهم جميعًا يجهلون ما قاله الرب لهم. ولكن في حالة مريم بالذات، انقشع نقص الفهم بلمعان النور على مشاعر قلبها «فمَضَى التلميذانِ أَيضًا إِلى مَوضعهِمَا. أَمَّا مَريَمُ فكانَت واقفَةً عندَ القبرِ خَارجًا تبكي» ( يو 20: 10 ، 11). يا لموقفها الجميل الفريد! إنها مريم المجدلية. وكما قال شارح آخر: ”مع أنها كانت جاهلة تمامًا بما يجرى، فما كانت تعلم أن المسيح قد قام، ولم تكن تدري أين سيدها وإلهها، حتى إنها ظنت أن شخصًا أخذ جسده. ومع ذلك فإن المسيح كان حقًا كل شيء لها. هو كل ما يتوق إليه قلبها ويحتاجه. فبدونه لا بيت لها ولا سيد. وبكلمة واحدة: لا شيء“. ‬

‫ عزيزي: ألا تُخجِّلنا هذه الشخصية التي أظهرت مثل هذا الإخلاص والتكريس لربنا الذي أحبنا بهذا المقدار؟ قد نعرف أشياء أكثر عظمة ومجدًا ممَّا عرفته مريم، ولكن أ ليست قلوبنا باردة وميتة وضئيلة الإحساس نحو سيدنا الذي وَهبنا أشياء عظيمة ومجيدة ببذل نفسه لأجلنا؟ قد نقضـي ساعات، بل وربما أيام بدون شركة واعية معه! بل وربما غير مدركين بلامبالاتنا نحوه! دعنا نكرِّر القول: كم هو مُخجل لنا أن نرى مريم المجدلية؛ كانت الأولى عند القبر، في الصباح الباكر، يوم القيامة! وعندما مضـى الآخرون كل إلى موضعه، بقيت هي تذرف الدموع، لأنها لم تعرف أين أخذوا سيدها، وأين وضعوه. وبعد قليل جدًا كان لا بد أن ترى الرب نفسه خلال نفس الدموع؛ ليس فقط جسده، ولكن الرب نفسه، الحيّ من بين الأموات. ‬

‫فريتز فون كيتسل‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net