الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الثلاثاء‬ ‫11‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫تأثير الرجاء‬
‫«فَليَأخذِ الكُلَّ أَيضًا بَعدَ أَن جَاءَ سَيِّدِي المَلِكُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيتِهِ»‬‫ ( 2صموئيل 19: 30 )
‫ يا له من مثال مؤثر لانتظار الرب بطريقة عملية نجده في قصة مفيبوشث وداود (2صم19)! لقد صنع داود الملك، مع مفيبوشث، إحسان الله (2صم9)، وقرَّبه إلى شخصه قُربًا عجيبًا، وأجلسَهُ على مائدته ليأكل دائمًا، كواحد من بني الملك. ولكن عند غياب الملك داود بسبب ثورة أبشالوم ابنه، كان قلب مفيبوشث مُتعلّقًا بداود الذي أظهر له كل الحب والعطف. وكانت كل مشاعره تتوق إلى رؤية الملك. وقد تعرَّض للغش والخداع مِن قِبَل صيبا العبد الشـرير. ولكنه رغم حالته الصحية صمَّم على مقابلة الملك «ونزلَ ... للقَاءِ المَلِك، ولَم يَعتَنِ برجلَيهِ، ولا اعتنى بلِحيَتهِ، ولا غسلَ ثيابَهُ، من اليومِ الذي ذهب فيهِ المَلِكُ إِلى اليومِ الذي أتى فيهِ بسَلاَمٍ» ( 2صم 19: 24 ). كان كل قلبه مُتجهًا إلى الملك شخصيًا، وكان لا يريد أي شيء آخر. فمع أن العطايا جميلة ورائعة، ولكن ما قيمة العطايا إذا قورنت بالعاطي. فالعاطي هو الأهم، وليس مجرَّد العطايا. هكذا كان قلب مفيبوشث. فعندما قال له الملك داود: «لماذا تتكلَّمُ بعدُ بأُمُورِكَ؟ قَد قلتُ إِنَّكَ أَنتَ وصِيبَا تَقْسِمانِ الحَقلَ». أجاب مفيبوشث وقال للملك: «فليَأخُذِ الكُلَّ أَيضًا بعدَ أَن جَاءَ سَيِّدي المَلِكُ بسَلاَمٍ ..» (ع29، 30). ‬

‫ هل هذا هو حالنا - أيها الأحباء – في فترة غياب الرب عنا، ورفض العالم له، وكراهية الشيطان لشخصه؟ كم هو حريٌ بنا أن تتجه قلوبنا وعواطفنا إلى المُخلِّص المرفوض الذي أحببناه دون أن نراه. وقريبًا جدًا سوف نراه بالعيان. والسؤال لكل منَّا: ما هو الموضوع أو الشخص الذي يأخذ كل مشاعرنا وعواطفنا؟ لا يمكن أن تكون قلوبنا فارغة، فهي إما أن تمتلئ بشخصه الكريم أو بأمور هذا العالم الشرير.‬

‫ ونفس الأمر نجده في قصة ارتباط إسحاق ورفقة (تك24). فقد سمعت رفقة من العبد عن إسحاق. ومع أنها لم ترَه إلا أنها صدَّقت الكلام الذي سمعته، فتعلَّقت بإسحاق قبل أن تراه. نعم، لقد سمعت عن ذاك الابن المحبوب الذي وُضِعَ على المذبح ثم قام مرة أخرى في مثال المُقام من الأموات، وسمعت أنه الوارث لكل شيء، واشتاقت إلى رؤياه، وإلى أن تكون معه، فقامت وذهبت مع العبد، إلى أن رأته وجهًا لوجه. وكل مَن له الرجاء المسيحي لا بد أن يتوق إلى مجيء الرب يسوع من السماء. وكلَّما نظرنا إلى فوق، وتمتعنا بأمجاده، فلن يجذبنا أي مجد آخر. وعندما نعرف قدر شخصه الآن في يمين العظمة، فسوف نتعلَّق بشخصه ونشتاق لرؤيته، ونعيش لمجده.‬

‫ هـ. هـ. سنل ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net