الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأربعاء‬ ‫12‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫انظر واحيا!‬
‫«كما رفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ فِي البَرِّيَّةِ هكذا ينبَغِي أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسَان»‬‫ ( يوحنا 3: 14 )
‫ وكأني أرى في إحدى خيام الإسرائيليين أُمًا تنحني على جسد ولدها الذي في ريعان شبابه، وكأن تلك الأُم المسكينة تمسح ندى الموت الذي تجمَّع على جبينه البارد، وتراه يحملق بعينيه المُتحجرتين، لأن حياته تسـرع إلى الزوال، وكأن نياط قلب الأُم تتمزق لوعة وأسى. وإذ بها تسمع فجأةً أصواتًا عالية في المحلة؛ هتافًا عظيمًا جدًا! فتخرج إلى باب الخيمة لتسأل العابرين: ما هذا الهتاف العالي في المحلة؟ فيُجيبها البعض قائلين: عجبًا يا سيدتي! أ لم تسمعي تلك الأخبار الطيبة بعد؟! لقد أعدَّ الله علاجًا شافيًا لأجل كل إسرائيلي ملدوغ. لقد أمر الله موسى أن يصنع حيَّة نحاسية، وأن يرفعها على راية في وسط المحلة، وقد أعلن – تبارك اسمه – أن كل مَن ينظر إليها يحيا، وما الهتاف الذي تسمعينه إلا صوت الناس عند نظرهم إلى الحيَّة النحاسية المرفوعة.‬

‫ فتدخل الأُم إلى خيمتها وهي تقول: ولدي ولدي، إني أزف إليك الأخبار السارة؛ ليس مُحتمًا عليك أن تموت يا ولدي. لقد أتيتك بهذه البشارة المُفرحة، إنك تستطيع أن تحيا ولا تموت! وهكذا تضع الأُم ذراعيها القويتين تحته وتحمله وهي تقول له: انظر يا ابني هناك! انظر إلى ذلك التل! انظر إلى الحيَّة المرفوعة. وينظر الولد، ويُثبت نظره، وإذ به يحيا، ويصير صحيحًا.‬

‫ ولكن كم من الوقت استغرق شفاء ذلك الولد الذي نظر إلى الحيَّة النحاسية؟ وكم من الزمن استغرق شفاء جميع الإسرائيليين الملدوغين؟ إنها مجرَّد نظرة فنالوا الشفاء والحياة؟‬

‫ لقد نجا ذلك الولد من الموت، وإني أتصوَّره وهو يرى شابًا آخر ملدوغًا من الحيَّة، فيركض إليه ويُخبره: ليس مُحتمًا عليك أن تموت يا صديقي. لقد أعد الله دواء. لقد قال الله إنه يستحيل أن يموت شخص واحد من جميع الذين ينظرون إلى تلك الحيَّة النحاسية. فماذا لو أن ذلك الشاب المسكين قال: هل تظن أني أؤمن بشـيء كهذا؟ إذا كان الأطباء في إسرائيل لا يستطيعون شفائي، فكيف يُعقل أن النظر إلى قطعة نحاس قديمة على صورة حيَّة مُعلَّقة على راية تستطيع أن تشفيني؟ فيرُّد عليه الشاب المُخلَّص: إني لا أقدر أن أبرهن ذلك لك بالفلسفة والمنطق، أنا أعرف شيئًا واحدًا؛ لقد نظرت إلى تلك الحية ونلت الحياة والشفاء. إني نظرت وهذا هو الكل.‬

‫ هكذا الحال في يومنا الحاضر؛ إن الخلاص يُعطى، والحياة الأبدية تُوهَب، لكل مَن ينظر نظرة الإيمان للمسيح المصلوب. فانظر واحيا! ‬

‫ سبرجون‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net