الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫السبت‬ ‫22‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫لآلئ النعمة السبع (2)‬
‫«قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُم ... صَبرًا ... تقوَى ... مَوَدَّةً أَخوِيَّةً ... مَحبَّةً»‬‫ ( 2بطرس 1: 5 -7)
‫ تحدثنا في الأسبوع الماضي عن الثلاث اللآلئ الأولى للنعمة، ونواصل بقيتها الآن. ‬

‫ «وفِي التعَففِ صَبرًا»: التعفف فضيلة داخلية، عادة ما تُنشـئ صَبرًا خارجيًا. فعندما نعتاد على التعفف، نحتمل الآخرين بصبر. كما نتحمل، كل ما ينبغي أن نجتازه من ظروف، حسب مشيئة الله. فالقلب، أو قُل: حياتنا الروحية، لديها من الطاقة الروحية الكثير؛ فهي تتمتع بغرضها الصحيح في الشـركة مع الله. ولا تسلب طاقاتها الروحية، في أي شيء سلبي؛ فالتعفف ضابط لكل هذا. والصبر المجيد، لا يتوقف على ما حولنا، أو من حولنا. ‬

‫ «وفِي الصَّبر تقوَى»: التَقْوَى هي مخافة الله في القلب، وهي نتاج عمل روح الله فينا. وهي أيضًا ظهور الحياة الإلهية من خلال الجسد، فسـر التقوى؛ الله ظهر في الجسد ( 1تي 3: 16 ). إنها نتاج الوجود الدائم في مـحضر الله. أو الإحساس العميق بأن الأرض التي أنا واقف عليها دائمًا أرضٌ مقدسة ( خر 3: 5 )، بحضوره. حياة التقوى ترى الله بالإيمان، وتحس بعينيه علينا وتراقبنا دائمًا. ‬

‫ «في التقوى موَدَّةِ أخويَّة»: الموَدَّة هى المعاملات الودودة واللطيفة بين أفراد عائلة الله. فإذ نجد أخًا فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ من إخوته، باكِياً لبكائهم، رجلاً معهم في ظروفهم، هذه هى المودة. والقلب النقي، المتمتع بالشركة مع الله، تنساب منه عواطف المودة بحرية، وتلقائية وفيضان نحو أولئك المحبوبين من الله، من لهم الطبيعة الإلهية. والطبيعة الإلهية في أخي تنجذب نحو هذه العواطف. وتبادلها عواطف مودة حقيقية وهكذا تنشأ المودة بين القديسين.‬

‫ «وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً»: بدأت سلسلة الفضائل الإلهية بالإيمان، وانتهت بالمحبة. فالمحبة نِتاج كمال الاجتهاد في مدرسة النعمة. والقديس المُحبّ لا تفرغ خِزانته من الفضائل الإلهية. المحبة هي عَلم التلمذة الإلهية «بهذا يعرِفُ الجَميعُ أَنكُم تلامِيذي: إِن كانَ لَكُم حُبٌّ بَعضًا لبَعضٍ» ( يو 13: 35 )، وهي صورة الله على وجه المولود من الله. إنها رائحة المسيح الذكية. المحَبَّة مصدرها إلهي خالص. وبالمحبة أتحد مع الله في طبيعته المُحبة ( 1يو 4: 8 ، 16). وثمة فارق كبير بين المودة الأخوية والمحبة. فالمحبة للبـشرية كلها وليس للقديسين فحسب. وهي لا تتوقف على ردود أفعال الطرف الآخر كالموَّدة. كما أن للمحبة جانبًا نورانيًا لا ينفصل عنها، فبالمحبة المُتضعة أعالج أخي الضعيف الذي مات المسيح لأجله. ‬

‫أشرف يوسف‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net