الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد‬ ‫23‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫بِكرُ كلِّ خليقةٍ‬
‫«اَلذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيرِ المَنظُورِ، بِكرُ كُلِّ خلِيقَةٍ»‬‫ ( كولوسي 1: 15 )
‫ إن كلمة ”بِكْر“ – كما هي مستعملة في الكتاب المقدس – لا تعني دائمًا الأولوية في الميلاد، بل في المركز. والقول: «بِكْرُ كلِّ خلِيقةٍ»، لا يعني أن الرب يسوع هو أول مَن خُلِق، بل تُشير العبارة إلى سيادته فوق كل خليقة. وإذا قيل إنها تُشير إلى تجسُّده، فنحن نعلم أن ملايين من الخلائق وُلِدَت قبل تجسُّده.‬

‫ كان إبراهيم أبًا لابنين: إسماعيل وإسحاق. كان إسماعيل الأول بحسب المولد، لكنه لم يكن ”البِكْر“، لأن إسحاق صار البِكْر إذ كان هو الوارث لإبراهيم. وفي عبرانيين 11: 17 نقرأ عن تقديم ”إِسحَاق وحيدَهُ“، كما لو كان إسحاق النسل الوحيد من أبيه. لكن لم يكن الأمر هكذا، بل كان إسحاق وحيد أبيه باعتباره وارث المواعيد التي أُعطِيت لإبراهيم. هكذا أيضًا عندما أعطانا الله ابنه كالفادي، فقد أرسل، من قمة المجد إلى هذه الأرض، ذاك الذي هو الوارث لكل شيء. فالمسيح هو البكر بمعنى أنه السَيِّد والرأس والمُبدع وصاحب الحق الذي يتصاغر أمامه ويتضاءل إلى جانبه سائر الرؤساء من بني البشر.‬

‫ يؤيد هذا التفسير العبارات التالية لهذه العبارة: «فَإِنَّهُ فيه خُلِقَ الكُلُّ: ما فِي السَّماواتِ وما على الأَرضِ، ما يُرَى وما لا يُرَى، سَواءٌ كانَ عُرُوشًا أم سِياداتٍ أم رِياسَاتٍ أم سَلاَطِينَ. الكُلُّ به ولَهُ قَد خُلِقَ. اَلذي هُوَ قبلَ كُلِّ شيءٍ، وفيهِ يقومُ الكُلُّ» ( كو 1: 16 ، 17). وهذه اللغة لا يمكن أن تنطبق على مخلوق. وضمير الغائب في هذه العبارات يعود على شخص الخالق نفسه، وهو ربنا يسوع المسيح «كُلُّ شَيءٍ بهِ كانَ، وبغَيرِهِ لَم يكُن شَيءٌ مِمَّا كانَ» ( يو 1: 3 ). كل شيء به كان؛ كل شيء سواء في السماء أم على الأرض، منظور وغير منظور، عروش أم سيادات أم رياسات أم سلاطين، هو خلقها جميعها. فكيف إذًا يكون هو مخلوقًا؟ وكيف لا يكون هو الأزلي الأبدي؟ كيف يمكن أن يكون هو غير الله؟ لقد صنع الكل، ولأجله صُنع الكل. وهو كائن قبل الكل، وهي كائنة بكلمة قدرته، وفيه تقوم.‬

‫ فذاك الذي هو «بِكْرُ كُلِّ خلِيقةٍ»، هو رأس الخليقة، وهو مُخلِّص البشر، وهو مُخلِّصنا وربنا. أقنوم الابن المُعادل للآب وللروح القدس. هذا هو إلهنا، ونحن واحد فيه. هذا ما يملأ نفوسنا بالثقة إذ نحن نعلم أن اليد التي بسطت وكوَّنت السماوات، هي التي تمسكنا، والتي لا يمكن لأحد أن يخطفنا منها ( يو 10: 28 ).‬

‫هايكوب ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net