الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأربعاء‬ ‫26‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫أغنى رجل في المدينة‬
‫«كَفُقَرَاءَ ونحْنُ نغنِي كَثِيرِينَ»‬‫ ( 2كورنثوس 6: 10 )
‫ مرَّ يومًا أميرُ إحدى المقاطعات برجلٍ مسنّ يـُدعى يوحنا، كان معروفًا بإيمانه بالله، وكان له صوتٌ جميل يرتفعُ بالتسبيح بين وقتٍ وآخر، أثناء قيامِه بعمله البسيط. وكان يوحنا فقيرًا، رثَّ الثياب، سقطت أغلبُ أسنانـِه، ومع ذلك لم يكن يـُرى إلا بشوشًا، تبدو عليه علاماتُ السعادة والرضا الكامل. وإذ كان الأمير مُمتطيًا صهوةَ جوادِه، في إحدى الأُمسيات، سمعه يرتـّل، وكان مِمَّن يُشجيهم الصوتُ الجميل، فاقترب منه وسأله قائلاً: ماذا تقول في ترنيمتك يا يوحنا؟ أجابه يوحنا: أسبـّحُ اللهَ وأشكرُه.‬

‫ قال له الأمير: علامَ تشكرُه؟! على فقرك؟! لستُ أرى فيك ما يدعو للشكر! ‬

‫ أجاب يوحنا: إني أشكرُه لأنه غفر خطايايَّ، ووهبني الحياة الأبدية، وزرع في قلبي سلامًا لا يوجد في كل العالم. ثم أضاف: إني أشكره لأني أتمتعُ بالبصـر بينما غيري محرومٌ منه. وأشكره لأني أجدُ لقمةَ العيش. وهنا سأله الأمير: ماذا أكلتَ في الصباح يا يوحنا؟ أجابه يوحنا: رغيفًا من الخبز، وقطعة من الجُبن، وكوبًا من الماء العذب. ‬

‫ عندئذٍ ضحك الأميرُ وقال متهكّمًا: هل هذا يكفي؟ إن كلبي يأكلُ رطليـْن من اللحم يوميًا. إنك مجنونٌ حقًا. ‬

‫ ثم تركه الأمير وذهب الى قصره. ولكنه عندما آوى إلى فراشه وبدأ النوم يـُغشّي عينيه، رأى في حُلْمٍ ملاكًا يقول له: في هذه الليلة تؤخذُ روحُ أغنى رجلٍ في المدينة. وتكرَّر هذا الحُلْم ثلاثَ مرات. فانزعج الأميرُ لأنه كان أغنى مَن في الولاية. فاستدعى أطباءَه الذين كشفوا عليه فلم يجدوا فيه عِلّة. ثم استدعى مُستشاريه القانونيين ليقسمَ ثروتـَه فلا يصبحُ أغنى من في المدينة!‬

‫ وفي اليوم التالي سمع دقّاتِ أجراسِ الكنيسة تدقُّ دقّاتٍ حزينة تعلنُ عن انتقال شخصٍ في هذه الساعة من اليوم. وسأل الأمير عمَن يكون المتوفى فأُجيب: إنه يوحنا ذلك الرجل الفقير. وعندئذٍ أفاق الأميرُ لنفسِه وقال: حقًا لقد كان أغنى إنسان في الإمارة، فيقينه من جهة غفران خطاياه، وثقته من جهة الأبدية، وقناعتـُه ورضاؤه، وشعورُه بالكفاية، هذه جميعُها هي الغنى الحقيقي الكامل. ومنذ ذلك تغيَّر حالُ الأمير تغيـُّرًا كاملاً.‬

‫ صديقي القارئ، ما هو نوع غناك؟ وعلى أي شيء تستند تجاه أبديتك؟‬

‫ برنامج كل الكتاب ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net