الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الخميس‬ ‫27‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫دَانيآلُ الأمين ‬
‫«ثمَّ إِنَّ الوُزَراءَ والمَرَازِبَةَ كَانوا يَطلُبونَ عِلَّةً يَجِدونهَا على دَانِيآلَ»‬‫ ( دانيال 6: 4 )
‫ بسبب كونه رجلاً أمينًا وجديرًا بالثقة، وبسبب المنصب الرفيع الذي أكرمه به الرب، كل هذا جعل دَانِيآل مُبغَضًا من الناس. وهذا أمر شريف ورائع إن كنا نُبغّض من العالم لأجل المسيح. فرَجُل الله الذي يُمثل الله الذي هو نور وحق، والذي يكون بمثابة قناة تجري من خلالها نعمة الله، لا بد أن يُبْغَض في هذا العالم. فالرب - له المجد - قال لتلاميذه: «طُوبَاكُم إِذَا أَبغَضَكُم الناسُ، وإِذا أَفرَزوكُم وعَيَّروكم، وأَخرَجُوا اسمَكُم كشرِّيرٍ من أَجل ابنِ الإنسَانِ .. لأَنَّ آباءَهُم هكذا كانُوا يفعَلُون بالأَنبياءِ» ( لو 6: 22 ، 23). ‬

‫ كان سر كراهية الأشرار لدَانِيآل هو الترقية المستمرة في مناصب رفيعة خلال فترة ملوك وأباطرة مختلفين؛ نبوخذ نصـر، بيلشاصر، داريوس، كورش، واستمر في وظائفه المختلفة حوالي سبعون عامًا. فقد جعله نبوخذ نصـر قاضيًا ( دا 2: 49 )، وجعله بيلشاصر رئيسًا للوزراء، وأبقاه داريوس في منصبه مع إضافة أعباء وظيفية جديدة، فكان يُشبه في أيامنا الحاضرة ”المستشار الخاص للحاكم“. وقال عنه الكتاب وهو في هذا المنصب: «ففَاقَ دانيآلُ هذا علَى الوُزراءِ والمرَازِبَة، لأَنَّ فيه رُوحًا فاضِلَةً. وفكَّرَ المَلِكُ فِي أَن يُوَلِّيَهُ على المملكةِ كُلِّها» ( دا 6: 3 ). وما أروع هذه الروح الفاضلة التي كانت لدَانِيآل! يا ليتنا نشتهي هذه الروح، ليس لنكون أنبياء، بل نتمثل بهذه الصفات الأدبية!‬

‫ ودانيآل لم يكن فقط رجلاً فيه روح فاضلة بل كان رجل البر العملي «لأَنَّهُ كانَ أَمينًا ولَم يُوجَد فيه خَطَأٌ ولاَ ذنبٌ». وما أثار حقد الأشرار عليه أنهم «لَم يقدرُوا أَن يَجدُوا عِلَّةً ولا ذَنبًا» ( دا 6: 4 ). يا له من شخص نبيل حقًا! رَجُلٌ ”فيه رُوح فاضِلَةً“ و”رَجُل أَمين“!! ‬

‫ كم كان رجلاً فاضلاً بكل معنى الكلمة، إذ يذكِّرنا بشخص المسيح الكامل القدوس الذي كان بلا عيب!! وهذا ما يليق حتمًا بكل خادم حقيقي للمسيح؛ أن يُشبه الرب يسوع أدبيًا. وكان كلَّما رفعه الرب وعظَّمه، كلَّما كان يزداد تواضعًا في عيني نفسه، ولم يقُدْه المنصب الرفيع إلى الكبرياء والغرور. وحاول الأشرار أن يكيدوا له المكائد وينصبوا له الفخاخ فأشاروا مشورة على الملك داريوس: «بأَنَّ كُلَّ مَن يَطلُبُ طلبَةً حتى ثلاثينَ يَومًا من إِلَهٍ أَو إِنسَانٍ إِلاَّ منكَ أَيُّهَا المَلِكُ، يُطرَحُ فِي جُبِّ الأُسُودِ» ( دا 6: 7 ). لكن هذا أيضًا لم يُثْنِ عزيمة هذا البطل لأنه كان له إيمان في إلهه.‬

‫و. ت. ولستون‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net