الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫السبت‬ ‫29‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫الشَرِكة ‬
‫«إِن سَلَكنا فِي النورِ كمَا هُوَ في النورِ، فَلَنا شَرِكَةٌ بَعضِنا مَعَ بَعضٍ»‬‫ ( 1يوحنا 1: 7 )
‫ الشـركة هي وجود هدف مشترك مع الله، ومشاركة له في نصيب واحد. وما هذا النصيب وذلك الهدف سوى المسيح، المسيح معروفًا ومُستمتعًا به بالروح القدس. تلك هي الشركة مع الله نفسه. يا له من امتياز! ويا له من إنعام أن يُتاح لنا؛ هدف مشترك ونصيب مشترك مع الله ذاته، فتكون مسـرَّتنا هي نفس مسـرَّته في ذلك الواحد! ليس هناك ما هو أسمى من هذا، وحتى في السماء لا يوجد ما يمكن أن يسمو على هذا. إن حالتنا – إذ ذاك - ستكون دون شك مختلفة كل الاختلاف، إذ سيَبطُل الجسد، وينتهي الموت، ونُعطى أجسادًا مُمجدة، ولكن بما أن شركتنا حقيقية، فإنها كما هي الآن ستكون حينئذ «معَ الآب ومعَ ابنهِ يسوعَ المسيحِ ... فِي النُّورِ» .. وبقوة الروح القدس. ‬

‫ هذه هي شركتنا مع الله، أما من حيث شركتنا مع بعضنا البعض، فإنها تتوقف على سلوكنا في النور «إِن سلَكنا فِي النورِ كما هوَ فِي النورِ، فلَنا شَرِكَةٌ بَعضِنَا معَ بعضٍ». فلا شركة لنا بعضنا مع بعض، إلا إذا سلكنا في محضـر الله المباشر. قد توجد معاملات واتصالات على نطاق واسع، دون أن توجد هناك ذرة من الشركة المقدسة. وممَّا يؤسف له أن الكثير ممَّا يصفونه بالشـركة المسيحية ما هو إلَّا أحاديث تافهة تبعث على الجدوبة والجفاف الروحي.‬

‫ إن الشـركة المسيحية الحقَّة لا يُمكن التمتع بها إلا في النور، فعندما نسير كأفراد برفقة الله وفي قوة الشركة الشخصية معه، تتيسَّـر لنا الشركة بعضنا مع بعض، لأن تلك الشـركة إن هي إلا التمتع المشترك لقلوب اتخذت المسيح لها هدفًا ونصيبًا موَّحدًا، فهي ليست معاملات جامدة تجرَّدَت من العاطفة، أو تبادُل جاف لبعض العقائد والتعاليم المُحبَّبة لنفوسنا، والتي تسلَّمناها مُتخذين منها رباطًا يربطنا معًا. كما أنها ليست مجرَّد انعطاف نحو الذين يرون رأينا. كلا. إنها شيء يختلف اختلافًا بينًا عن هذه جميعها. إنها المَسَـرَّة المشتركة والأفراح الشاملة في المسيح، مع السالكين في النور. إنها التعلُّق والارتباط بشخص الرب وباسمه، وبكلمته، وبأموره، وبشعبه. إنها تكريس مُشترك للنفس والروح لذاك الذي أحبنا وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه، وأتى بنا إلى النور في محضـر الله، لنسير معه، ومع بعضنا البعض. هذه وليس أقل منها هي الشركة المسيحية، وحينما ندرك الشـركة في ضوء هذه الحقائق، نسأل أنفسنا هذا السؤال: ”هل نحن في شركة مع المؤمنين، أم لا؟“.‬

‫ كاتب غير معروف‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net