الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد‬ ‫30‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫نقرةُ من الصَّخرةِ‬
‫«ويَكُونُ مَتى اجتازَ مَجدِي، أَني أَضَعُكَ فِي نقرَةٍ مِنَ الصَّخرَةِ»‬‫ ( خروج 33: 22 )
‫ من كلمة ”الصخرة“ مُعرَّفة بألف لام التعريف، ما يدُّل على أن هذه الصخرة لها تاريخ سابق، ومعروفة بالتحديد عند موسى. وطبعًا لا توجد صخرة يعرفها موسى حق المعرفة سوى الصخرة التي ضُربت في حوريب، فخرجَ منها الماء لإرواء عطش الشعب حتى لا يهلكوا (خر17). ‬

‫ لقد كان في هذه الصخرة شق، وهو ما يُسميه في خروج 33: 22 «نُقرَة من الصَّخرَةِ». هذا يذكِّرنا بما قاله آساف عن هذه الصخرة المعروفة جيدًا، لا عند موسى فحَسب، بل عند الشعب أيضًا: «شَقَّ الصَّخرَةَ فانفجَرَت الميَاهُ. جَرَت فِي اليابسَة نَهرًا. لأنهُ ذكرَ كلِمَةَ قُدسهِ مع إِبراهيمَ عَبدهِ» ( مز 105: 41 ، 42). ‬

‫ مما سبق نستنتج أن ضرب الصخرة بواسطة موسى أحدَث بها شقًا، وأوجَد بها نقرة، وكانت هذه النقرة تكفي لأن تخفي رجلاً بكامله، فلقد قال الرب لموسى: «ويكونُ متى اجتازَ مَجدي، أَنِّي أَضَعُكَ فِي نُقرَةٍ من الصَّخرَةِ، وأَسترُكَ بيَدي حتى أَجتازَ. ثُمَّ أَرفَعُ يَدي فتنظرُ ورَائِي، وأَمَّا وَجهي فلاَ يُرَى» ( خر 33: 22 ، 23). فالنقرة التي حدثت في الصخرة نتيجة ضربها، والشق الذي حدث فيها، هما اللذان جعلا هناك إمكانية لرؤية مجد الله. ‬

‫ ألا نرى في شق الصخرة هذا نتيجة ضربها، أي في المسيح المضروب من الله لأجلنا فوق الصليب، أنه أمكن أن يختفي الإنسان تمامًا من المشهد. وإذ ذاك أمكَن استعلان مجد الله، ولولاه لاستحال بأي حال أن يرى الإنسان مجد الله، بل ولا كان يُمكن على الإطلاق أن يكون للإنسان أية علاقة بالله. فليس فقط أن حاجة الشعب سُدِّدت نتيجة ضرب الصخرة، بل أيضًا مجد الله استُعلن. لقد ضُرب المسيح بدلاً من الشعب الذي كان يستحق الضـرب، لينال الشعب الماء (الروح القدس) الذي لم يكن يستحقه. ومن الجانب الآخر، فإذ اختفى الإنسان من نظر الله تمامًا، استعلن مجد الله الذي كان يستحيل استعلانه من لحظة سقوط الإنسان، إلا بتوقيع الموت عليه، ذلك الموت الذي كان يستحقه عدلاً. وليس موسى وحده هو الذي وُضع في شق الصخرة، لكي يرى مجد الله من الوراء، بل إن كل المؤمنين الآن صاروا «فِي المسيحِ»، وأمكنهم أن يروا مجد الله في وجه يسوع المسيح ( 2كو 5: 17 ؛ 4: 6). وكم يمتلئ القلب بالتعزية، أن ما كان يستحيل - حتى على واحد نظير موسى قديمًا - أن يتمتع به، صار الآن من نصيب أبسط مؤمن، وذلك بفضل كفارة المسيح.‬

‫ يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net