الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد‬ ‫9‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫الصَّخرة المضروبة‬
‫«فَتضرِبُ الصَّخرَةَ فَيَخرُجُ مِنها مَاءٌ ليَشربَ الشَّعبُ»‬‫ ( خروج 17: 6 )
‫ عندما عطش الشعب للماء، وتذمَّروا كعادتهم على الرب وعلى موسى، فقد تداخل الله بالنعمة ليُوجِد الحل عن طريق الصخرة المضـروبة. والصخرة المضـروبة تُشير إلى الرب يسوع المسيح. ويقول الرسول: «كانوا يَشـرَبُونَ مِن صخرةٍ رُوحيَّةٍ تَابِعَتهِم، والصَّخرةُ كانت المسيح» ( 1كو 10: 1 -4). والعصا المُستخدمة هناك هي عصا القضاء «عصَاكَ التي ضرَبتَ بهَا النَّهرَ». وكلمة الضـرب تُفيد العقاب، وهي ترتبط بقضاء الله.‬

‫ ونحن نقرأ مرات عديدة في الوحي عن المسيح له كل المجد أنه ضُرب. فالأُمة الحمقاء والشـريرة أوقَعت عليه الضـربات «يَضـربُونَ قاضيَ إِسرائيلَ بقضِيبٍ علَى خدِّهِ» ( مي 5: 1 ). ومع قسوة تلك الضـربات الشرسة من أُناس فجار وأشرار، لكن ليست هي التي أتت لنا بالمياه، ولا هي التي متَّعتنا بالتطهير وبالغفران، لكن قد وقعت على المسيح ضربات أقسى، هي تلك التي تلقاها من الله الديان، عندما وضع الرب عليه إثم جميعنا.‬

‫ ويقول النبي إشعياء: «أَنَّهُ ضُرِبَ من أَجلِ ذنبِ شَعبي» ( إش 53: 8 )، ويقول زكريا النبي: «اِستيقِظ يا سَيفُ على راعيَّ، وعلى رَجُلِ رفقَتي، يقولُ رَبُّ الجُنودِ. اضرِبِ الرَّاعيَ» ( زك 13: 7 ). فالمسيح ضُرب لكي نخلُص نحن، عُوقب هو لكي نُسامَح نحن، والمسيح الصخرة شُقَّ، لكي تُسدَّد احتياجاتنا، ونرتوي إلى الأبد! والمياه التي خرجت منه لكي يشـرب الشعب وينال الحياة تُشير إلى عطية الروح القدس، تلك التي قال عنها المسيح للمرأة السامرية: «لو كُنتِ تعلَمينَ عَطيَّةَ اللهِ، ومَن هوَ الذي يقولُ لَكِ أَعطيني لأَشرَبَ، لطلَبتِ أَنتِ منهُ فأَعطَاكِ ماءً حَيًّا» ( يو 4: 10 ).‬

‫ والآن يُمكننا أن نقول إن مصدر المياه الحيَّة كان هو صخر الدهور الذي ضُرب من أجلنا. فيا للعجب أن الآب ضرب الابن، لكي نحصل نحن الهالكين على الروح القدس! يا للنعمة الفائقة باللطف علينا (أف2)! ويا للمحبة الفائقة المعرفة (أف3)!‬

‫ يقول الرسول إن الآباء في البرية، جميعهم شربوا شرابًا واحدًا روحيًا، من صخرةٍ روحيةٍ تابعتهم «والصَّخرَةُ كانَت المسيح» ( 1كو 10: 1 -4)، وهي صورة جميلة لذاك الذي دُعيَّ اسمه ”عِمَّانُوئِيلَ“، لأنه يُصاحب شعبه كل الطريق ( مت 1: 23 ؛ 28: 20). إنه يُصاحبنا عن طريق الروح القدس، فالمياه كانت تسير معهم حيثما ساروا، وبالتالي كأن الصخرة كانت تتحرك معهم.‬

‫ يوسف رياض‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net