الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 11 يوليو 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كلوديا بروكيولا
«إِيَّاكَ وذلِكَ البَارَّ، لأني تأَلَّمتُ اليَومَ كَثِيرًا فِي حُلمٍ مِن أَجلِهِ» ( متى 27: 19 )
امرأة بيلاطس تُعرَف في التاريخ المسيحي باسم ”كلوديا بروكيولا“. وهي تقف موقف المُباينة مع امرأة أخرى في العهد القديم كان لها شأن وعلاقة بالألم الذي وقع ظلمًا على يوسف البريء، وأقصد بها امرأة فوطيفار (تك39).

وامرأة فوطيفار تُشبه رؤساء الكهنة الأشرار. والأرجح أن فوطيفار لم يُخْدَعْ في الشكوى الكيدية التي لفَّقتها زوجته ليوسف، لأنه لو اقتنع حقًا بما قالته امرأته لأمر بقتل يوسف. كان فوطيفار أعلم بأخلاق الشاكية فهي زوجته، ولكن لكي يحتفظ بمركزه، وتمرّ تلك الأزمة في سلام، ضحَّى بيوسف البريء وأودعَهُ في السجن. كذلك أيضًا لم يُخدَع بيلاطس في الشكاوى التي قدَّمها إليه رؤساء الكهنة على المسيح، فهم رعاياه، وهو أعلَم بأخلاقهم ( متى 27: 18 ). وهكذا تكرَّرت مأساة فوطيفار مع بيلاطس، ولكي تمرّ الأزمة في سلام ويحتفظ بيلاطس بمنصبه، حكم على مَن اعترف هو نفسه بأنه بار ( مت 27: 24 ). لكنه لم يحكم عليه بمجرَّد سجن، بل كان لا بد للمسيح أن يموت لكي يُخَلِّص العالم، لا من جوع حرفي ووقتي كما حدث في أيام يوسف، بل من جوع روحي وأبدي.

إذًا فامرأة فوطيفار في قصة يوسف، ورؤساء الكهنة في قصة المسيح، فيهم نستمع إلى صوت الشيطان. أما صوت الحكمة والنصيحة فجاء إلى بيلاطس عن طريق امرأته.

ويذكر التاريخ أن ”كلوديا بروكيولا“ آمنت فيما بعد بالمسيح. ونحن لا نستبعد ذلك، فخوزي وكيل هيرودس كانت يُوَنَّا امرأته قديسة، خدمت المسيح من مالها ( لو 8: 3 ). ومَنَاينُ، الذي تربَّى مع هيرودس الملك، كان خادمًا للمسيح ( أع 13: 1 ). بل لقد كان هناك قديسون من عائلة القيصـر، إمبراطور روما ( في 4: 22 ). والله ليس عنده مانع، فهو يرحب بجميع الناس، بالرجال وبالنساء، بالفقراء وبالأغنياء، بالفاسدين في نظر المجتمع، وبالخيِّرين في نظر الناس. نعم، فأفضل عينات البشـر يحتاجون إلى خلاص الله في المسيح، وأشرّ البشـر ليسوا بعيدين عن رحمته.

لقد ضاع بيلاطس أبديًا. وإذ كانت ”كلوديا“ قد آمنت فعلاً بالمسيح، فإن الكلمة الصادقة تكون قد تمت فيهما بطريقةٍ ما «يَكونُ اثنانِ على فرَاشٍ واحد، فيُؤخَذُ الواحدُ ويُترَكُ الآخَرُ» ( لو 17: 34 )، وتكون الزوجة التي لم تُفَرِّقها عن زوجها مهام عمله، قد فرَّقَها عنه موقفهما المُتباين من المسيح؛ فواحد منهما إلى الهاوية هوى، والآخر إلى السماء سمَا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net