الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 10 يوليو 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يُغطون وَجهَهُ
«فَابتدَأَ قَومٌ يَبصُقُونَ علَيهِ، ويُغَطُّونَ وجهَهُ ويَلكُمُونهُ» ( مرقس 14: 65 )
عزيزي .. أضع أمامك - على سبيل المفارقة - ما فعله الأشرار مع المسيح في يوم اتضاعه وضعفه، وما سيحدث لهم في يوم غضبه وسخطه:

أولاً: في يوم اتضاعه وضعفه غطوا وجهه: «فابتدأَ قَومٌ يَبصُقُونَ عليه، ويُغَطُّونَ وجهَهُ ويلكُمونَهُ ويقولُونَ لَهُ: «تنبأْ». وكان الخُدَّامُ يلطمونَهُ» ( مر 14: 65 ): ما أقسـى ما فعلته أيادٍ آثمة بربنا المعبود يسوع، في يوم ضعفه؛ يوم أن ظهر شر القلب البشـري في أبشع صوره، ويوم أن تطاوَلت أيدي المخلوق، بخِسَةٍ، لتُهين خالقها، ويوم أن تلفظت أفواههم عليه بكلمات صعبة وعبارات قاسية.

ففي واحدة من المحاكمات الدينية، نقرأ عن واحد من أفعالهم المُهينة الكثيرة، التي ارتكبها وفعلها بشـر أردياء؛ أنهم غطوا وجهه الكريم، ثم لكموه قائلين: «تَنبَّأْ»، كنوع من التحقير والازدراء. هذا الوجه الكريم، الذي كان ولا زال، مصدرًا لفرح وشبع المؤمنين عبر كل العصور؛ صار لهؤلاء الأردياء مادة للتهكُّم والسخرية. فيا لشـر قلوبهم! ويا لفداحة خطيتهم!

ثانيًا: في يوم غضبه وسَخطِهِ: يَقُولونَ للآكَامِ: غَطِّينا: «لأَنَّهُ هُوَذا أَيامٌ تأتِي ... حينئذٍ يَبتدئُونَ يَقُولُونَ للجبَالِ: اسقُطي علَينا! وللآكَامِ: غطِّينا!» ( لو 23: 30 ،29). آه عندما يجيء ذلك الوقت، الذي يكون المسيح فيه – بالنسبة لهم – لا حَمَلاً وديعًا، بل أسدًا مُرعبًا. لا مُناديًا راجيًا، بل مُنتقمًا ديَّانًا. عندما تنتهي سنة الرب المقبولة، ويجيء يوم انتقام إلهنا؛ وقتئذٍ ماذا عساهم أن يفعلوا؟ وأمام هول غضبه، وقسوة دينونته، أين يمكنهم أن يختبئوا؟ في غبائهم وجهلهم، يلجأون للجبال! وفي خوفهم ورعبهم يقصدون الآكام! طلبتهم أن تسقط الجبال عليهم، وأن الآكام تغطيهم وتخفيهم عن وجه الديان المرعب، وعن غضبه الرهيب. ولكن هيهات أن ينالوا مُرادهم؛ فلا الجبال ستسقط عليهم، ولا الآكام ستخفيهم؛ لكنهم سينالون عقابهم الرهيب، وقصاصهم المُستحَق.

عزيزي: ماذا يُمثل المسيح بالنسبة لك؟ هل هو مُخلِّص وحبيب، فادٍ ونصيب؟ أم أنك ما زلت بعيدًا عنه، رافضًا محبته، متجاهلاً نعمته؟! إن كنت قبلته فالسعادة نصيبك، ووجهه المُشـرق سيكون مصدر لذَّتك وراحتك. وإن كنت لا تزال تُعاديه وتُعانده، فكل الويل لك لأنك لن تنجو من غضبه العظيم. ولكن الفرصة ما زالت مُتاحة لك لكي تُصلِّي تائبًا، وتصرخ راجعًا «هُوَذا الآن وقتٌ مَقبُولٌ .. الآنَ يَومُ خلاَصٍ».

عادل حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net