الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 2 يوليو 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يَمينكَ أَخرِجهَا
«لِمَاذَا ترُدُّ يَدَكَ ويَمِينكَ؟ أَخرِجهَا مِن وَسَطِ حِضنِكَ. أَفنِ» ( مزمور 74: 11 )
عبارة كأنها صلاة، يرفعها آساف، في هذا المزمور الذي هو نبوة جاءت عن الشعب القديم، وتحققت يوم أُخرِب الهيكل. وسوف تتحقق في صورة أتم يوم ينزل القضاء الرهيب على ذلك الشعب في الضيقة العظيمة الوشيكة الوقوع.

لكن ما معنى هذه الصلاة؟ وما معنى أن يُخرج الله يده من وسط حضنه؟ كأن الله له يد يُمنى مستريحة في حضنه، ويدعوه آساف أن يُخرجها ليجري بها عملاً.

في المزامير تُذكَر يمين الله عدَّة مرات، وفي كل مرة يقترن بها الخلاص والقدرة والنُصـرة. وتُذكَر لأول مرة في الكتاب، بعد أن فدى الله الشعب بالقوة «يمينُكَ يا ربُّ مُعتزَّةٌ بالقُدرةِ. يَمينُكَ يا ربُّ تُحَطِّمُ العَدوَّ» ( خر 15: 6 ). هذه بلا شك لغة مَجازية. إن يمين الرب تعني ذاك الذي هو على يمينه يجلس وقد دُفع إليه كل سلطان. إنه ابن الله ربنا يسوع المسيح، الذي به وبواسطة عمله المبارك على الصليب، يستطيع الله أن يُخلِّص وأن ينقذ وأن يعطي نُصـرة. إن بر الله يقتضـي هذا. فالذي مجَّد الله وأعلن محبته الفادية، هو الذي به ولأجل اسمه يُعطي الله الخلاص والإنقاذ.

عندما يقول الكتاب عن «الابن» إنه «جلس» عن يمين الله، مُرفَّعًا ومُكلَّلاً بالمجد والكرامة، فإن معنى هذا أنه أكمل العمل تمامًا. ولكنه لا يأخذ هذا الوضع إلى الأبد. لقد جلس عن يمين الله حتى يضع أعداءه موطئًا لقدميه ( مز 110: 1 ). وإذا جاء ذلك اليوم، يرسله الله مرة أخرى؛ يُخرج يده من وسط حضنه، ويُجري قضاءً على كل مقاوميه من شعبه غير المؤمن به، ومن باقي الشعوب. «الرَّبُّ عَن يَمينِكَ يُحَطِّمُ في يَومِ رجزِهِ مُلوكًا» ( مز 110: 5 ، 6).

إن عمل الرب مزدوج. فهـو المُخلِّص لنفوس الناس، وهو الديَّان المُنفّذ لقضاء الله العادل. هو حَمَل الله، وهو أيضًا الأسد الخارج من سبط يهوذا. وبهذه الصفة الأخيرة سوف «يُزَمجِرُ .. فَتَرجُفُ السَّماءُ والأَرضُ» ( مز 80: 17 ). سيظهر يومًا ليستجيب صلاة البقية المُضطهدة «لتكن يَدُكَ على رَجُلِ يَمينِكَ، وعلى ابنِ آدمَ (ابن الإنسان) الذي اختَرتَهُ لنفسِكَ» (مز80: 17).

إن الحوادث تتلاحق بسرعة مُدهشة، وسريعًا سوف يتحقق هذا كله. إن رمال ”أزمنة الأُمم“ تنهار بسـرعة، وانقضاء هذا الدهر وشيك الوقوع، وسوف يبلغ قصد الله من تدبير النعمة الحاضر غايته قريبًا جدًا. وسوف لا يتكلَّم الله بعد بلغة المحبة، بل بالغضب. سوف يتكلَّم برَجُل رفضه العالم، ويحتقر الناس محبته ونعمته.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net