الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 29 يوليو 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ناظرين إِلى يسوع
«ناظرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ ومُكَمِّلِهِ يَسوعَ» ( عبرانيين 12: 2 )
«ناظرينَ إِلَى يَسوعَ» تعني مُحوِّلين العين عن كل غرض آخر لتتثبَّت عليه وحده. ولماذا؟ لأن الحياة المسيحية تُشبه سباقًا طويلاً كسباق الماراثون يحتاج إلى مُثابرة وإصرار «لنحَاضِر بِالصَّبرِ في الجهَاد (السباق) الموضوعِ أَمامَنا» ( عب 12: 1 ). ومن أين نستمد الطاقة للاستمرار؟ ومن أين نأتي بالقدرة على الاحتمال؟ لا وسيلة سوى بالاستمرار في النظر إلى يسوع.

لكن لماذا لا تظل أعيننا مُثبتة عليه دائمًا؟ لأن إبليس كثيرًا ما ينجح في تحويل النظر إلى أمور أخرى ويشغل الذهن بأشياء سلبية:

(1) قد ننظر إلى أنفسنا، ونُطيل المشغولية بذواتنا، ولا ندري أننا بذلك نفقد الفرح الحقيقي، ونحرم أنفسنا من القوة الروحية. فالنظر للنفس يبتلع المؤمن تمامًا ويؤدي به للانحصار في ذاته وفشله وعجزه. إنه يُنسيه تمامًا مراحم الله الكثيرة، واختبارات الماضي المُشجعة، وقد يُدخله إلى ”بالوعة اليأس“.

(2) وقد ننظر إلى إخوتنا، وننشغل بعيوبهم، ونُكثر الحديث عن نقائصهم، فتمتلئ قلوبنا بالمرارة، وتُعاني نفوسنا من الجفاف، ونفقد التعزية والأفراح. وللأسف فإن البعض يترك الاجتماعات بحجة التعثر من الآخرين، ولا يدري هؤلاء أنه فخ شيطاني لسلب القوة وإضعاف الحياة الروحية.

(3) وقد ننظر إلى الظروف المُحيطة بنا، ونحمل همومنا، فتثقل قلوبنا وتنحني نفوسنا، وننسى الوصية: «أَلْقِ علَى الرَّبِّ همَّكَ فهوَ يعُولُكَ. لا يدَعُ الصِّدِّيقَ يتزعزَعُ إلى الأَبد» ( مز 55: 22 )، وربما نصل إلى نقطة الفشل التي وصل إليها يعقوب ونقول: «صارَ كُلُّ هذا عليَّ!» ( تك 42: 36 )، مع أن الرب وعد قائلاً: «لا أُهملُكَ ولا أَترُككَ» ( عب 13: 5 ).

(4) وقد ننشغل بالصعاب التي تعترض طريقنا والعراقيل التي يضعها العدو أمام خدمتنا، وماذا تكون النتيجة؟ نرى أنفسنا صغارًا جدًا إزاءها، فتذهب الثقة في الرب، ويضعف الإيمان، ونُصاب بصِغَر النفس، وتكون لغتنا «رأَينَا هُناكَ الجبَابِرَةَ ... فكُنَّا فِي أَعيُنِنا كالجرادِ» ( عد 13: 33 ). لكن متى تعلَّقت نفوسنا بالرب ووثقت قلوبنا به، تكون لغتنا: «لا تَخَافُوا مِن شعبِ الأَرضِ لأَنَّهم خُبزُنَا ... الرَّبُّ مَعنا. لا تَخافوهُم» ( عد 14: 9 ).

أخي .. إلى أين أنت ناظر؟ بمَن وبماذا أنت مشغول؟ .. انظر داخلك ستكتئب، انظر حولك سترتعب، لكن انظر إلى سيدك ستبتهج.

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net