الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 28 يوليو 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لنا شَفيعٌ
«لَنا شَفِيعٌ عندَ الآبِ، يَسوعُ المَسِيحُ البَارُّ» ( 1يوحنا 2: 1 )
شفاعة المسيح مؤسسة على ذبيحته التي قُدِّمت على الصليب. وكما كان رئيس الكهنة يدخل مرة كل سنة، في يوم الكفارة، حاملاً الدم والبخور (لا16)، هكذا المسيح بعدما أتم عمل الفداء، دخل إلى السماء عينها (عب9)، وقدَّم دم ذبيحة نفسه، مع بخور ذي رائحة عطرة هي رائحة حياة عاشها في تكريس كُلي لله. وهو موجود الآن في السماء، يُمثلنا أمام الآب. ونحن مقبولون لأننا مُتحدون به، ونستطيع الاقتراب إلى الله بثقة مقدسة. إن وجود المسيح في حضـرة الآب مُمثلاً لنا وشفيعًا لهو في ذاته حجة قاطعة على كمال عمله.

والشفاعة في تفكيرنا قد تعني التضـرُّع بدموع والتوسُّل بأسى. وقد يظن بعضنا أنها وسيلة لإقناع الله ليعمل ما لا يحب أن يعمله. هذه الأفكار بعيدة كل البُعد عن شفاعة المسيح. فليس المسيح شخصًا يتوسَّل أمام إله يحتاج إلى مَن يتملَّقه، لكي يُعطي العطية المطلوبة. إنه يقف أمام الله كمُحام، لا ليطلب الرحمة من أجلنا، بل ليُطالب بالعدل والحق الذي أصبح في صالحنا بفضل ذبيحته.

إن شفاعة المسيح ليست كلامية. إنها ليست صلوات يمكن سماعها. إن رئيس الكهنة في عمله الشفاعي السنوي العظيم، لم يكن يتلفظ بكلمة. كان الصمت يُخيِّم على المقدس كلَّما دخل رئيس الكهنة إلى ما وراء الحجاب. إن الذي كان يتكلَّم في يوم الكفارة هو الدم، وليس رئيس الكهنة. وحضور شفيعنا، الحامل في جسده برهان انتصاره، هو الذي يتكلَّم عنا.

وإن شفاعة المسيح مستمرة. هو بلا انقطاع يُمثّلنا أمام عرش الله «يظهرَ الآن أَمامَ وَجهِ اللهِ لأَجلِنا» ( عب 9: 24 ). لقد كان بديلنا على الصليب، وهو مُمثلنا الآن في السماء. لقد مات على الصليب ليحصل لنا على الخلاص، وهو هناك، في المجد، أمام الله باستمرار، ليضمن لنا الخلاص دائمًا. وهذا هو مغزى العبارة الواردة في رومية 5: 10 «نَخلُصُ بحَياتهِ»؛ أي حياة قيامته من الموت؛ حياته في المجد.

وإن شفاعة المسيح شخصية. «إِذ هوَ حَيٌّ في كلِّ حِينٍ لِيشفعَ فيهِم» ( عب 7: 25 ). إن الشفاعة هي عمله الخاص في الوقت الحاضر. إنه لا يُحيلها إلى ملاك ليقوم بها نيابةً عنه. إنه يقوم بها شخصيًا. كما أنه لن ينشغل بعمل آخر إلى حدّ يمنعه من الاهتمام شخصيًا بشؤوننا. عندما كان على الأرض كان الشخص الذي يخدم، وهو ما يزال هكذا في السماء.

ج. أزوالد ساندرز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net