الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 8 يوليو 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الديانةُ الطاهِرَةُ النقيَّةُ
«افتِقَادُ اليَتامَى والأرَامِلِ في ضِيقَتِهِمْ، وَحفظُ الإِنسَانِ نَفسَهُ بِلاَ دَنسٍ مِنَ العَالَمِ» ( يعقوب 1: 27 )
عجبًا! .. إن صندوق البريد الخاص بجارتي قد امتلأ بالخطابات، كما أن صندوق الجرائد بجوار بابها قد امتلأ هو الآخر. تُرى ماذا حدث لجارتي؟! .. هكذا حدَّثت نفسها الجارة الشابة وهي تحاول أن تتذكَّر آخر يوم رأت فيه جارتها العجوز .. نعم. نعم. منذ أكثر من أسبوعين رأيتها تغادر شقتها في زيارة لسيدة مريضة.

أسرعت الشابة تدق باب جارتها دقات متوالية قوية دون جدوى، وهكذا كان لا بد لها أن تُخطر الشـرطة للتحقق من الأمر.

حضـرت في الحال قوة من الشـرطة واضطرت إلى كسـر باب الشقة .. وبالداخل كانت السيدة الوقورة نائمة على سريرها، وقد فارقت الحياة، وعلى وجهها مسحة هادئة من السلام والدعة. وكان التقويم الموجود بجانب سريرها يعلن آخر يوم في حياتها، وكان يسبق ذلك اليوم بثلاثة أيام.

أمسَك الضابط التقويم وألقى عليه نظرة، فوجد مكتوبًا على جميع الصفحات التي تسبق يوم الوفاة بأكثر من خمسة عشـر يومًا، هذه الكلمات: ”لا يوجد زائرون اليوم“.

تأسف الرَجُل في قلبه قائلاً: هذه السيدة عانَت من الوحدة والألم مدة خمسة عشـر يومًا كاملة، دون رفيق أو مُعين، وهي في أشد الاحتياج إلى شخص يرافقها، ويُقدِّم لها يد العون والمساعدة، غير أن أحدًا من الأصدقاء لم يفكر في زيارتها.

وفي اليوم التالي حضـر هذا الضابط حفل الوداع الأخير لهذه السيدة، وكم كانت دهشته كبيرة عندما قام عدد كبير من الأصدقاء فذكروا كم كانت هذه السيدة لا تأل جهدًا في زيارة المرضى وافتقاد اليتامى والأرامل. كم قدَّمت! كم بذلت من مالها وجهدها ووقتها! .. كثيرون تكلَّموا، لكن لم يذكر أحد منهم أنه هو زارها، أو قدَّم لها يد المعونة، عندما كانت في أشد الاحتياج إليها.

أخي المؤمن .. «الدِّيانَةُ الطَّاهرَةُ النَّقيَّةُ عندَ اللَّه الآب هي هذه: افتقَادُ اليتامَى والأَرامل في ضيقَتِهم، وحفظُ الإِنسانِ نفسَهُ بلا دنَسٍ من العالَمِ» .. تذكَّروا دائمًا أن كلمات المُجاملة لا تُجدي نفعًا، فالمحبة الحقيقية تظهَر في تضحية حقيقية من الوقت والجهد، ومن المال أيضًا، وإلا فإننا في واقع الأمر أنانيون وغير مُحبين، حتى ولو كانت كلماتنا تفيض رقة وحنانًا.

لاري أوندرجاك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net