الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 9 يوليو 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الهتاف المُرتقَب
«الرَّبَّ نفسَهُ بِهُتافٍ ... سَوفَ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ» ( 1تسالونيكي 4: 16 )
إننا إن كنا لا نستطيع تحديد موعد مجيء الرب بالسنة والشهر واليوم والساعة، لكننا نؤمن أن هذا الجيل سيُعاين مجيء الرب بالاختطاف. ونحن نترقب مجيئه القريب جدًا، بأكثر ممَّا نتصوَّر. وكم هو أمر مُبهج للغاية، للمسيح نفسه وكذلك للكنيسة! إذ يُصاحب مجيئه للاختطاف هتاف الرب، وأيضًا فرح كل القديسين بهذا اللقاء السعيد الذي تاقت له جموع المفديين. لن تجد في مشهد الاختطاف دمعة حزن واحدة، ولن تخرج أنّة من قلب كسير. ستتبدَّد دموع الحزن، ويبطُل الأنين، وتكُف الشكوى. لقد انتهت الأسباب المُكدِّرة والضيقات الحاضرة من القديسين الذين اختُطفوا - سواء كانوا راقدين أم أحياء - فأجسادهم افتُديت من شوكة الموت وأوباء الهاوية ( هو 13: 14 ؛ 1كو15: 55)، بل تغيَّرت من الحالة الترابية وخضوعها للأحكام والدينونات الأرضية، واكتسبت صفات سماوية جديدة لتتفق مع حالة المجد الذي سنُقيم فيه. كما سنحمل القوة والخلود والنُصـرة والمجد. وسنكون مثل ربنا يسوع في اكتسابنا لذات خصائص جسد مجده، لنتشارك معه في كل ما أورثه كالإنسان الكامل ( 1يو 3: 2 ، 3).

ودعني أسألك يا قارئي المؤمن: هل يُنعش قلبك هذا الرجاء الحي؟ وهل تفرح إزاء توقعك مجيء الرب لأخذ الكنيسة؟

إن العالم الذي نعيش فيه يزداد شرًا وظلمة، وقد نضج للدينونة التي تنتظره قريبًا. إنه يُلقي بنجاسته ومبادئه الفاسدة ليُدنس بها المؤمنين، ويعطّل رجاءهم وأفراحهم السماوية. إن العالم لن تتحسن صورته الأدبية، بل إنه ينحدر إلى الأسوأ. إننا لا نسعى إلى امتلاك شيء فيه ولا نقبل منه شيئًا، بل نسلك فيه كما سلك سيدنا كغرباء ونُزلاء، نتحلَّى بصفة الغريب السماوي، ولا بد أن يأتي مُخلِّصنا ليُنقذنا من هذا العالم الحاضر الشـرير مُخلّصًا إيانا لملكوته السماوي.

ونحن لا يمكننا أن نكون في حالة الانتظار والسهر، ما لم نتطهّر من أدناس العالم وشروره. فهل نتطهر، كأفراد وكبيوت مسيحية وكجماعة قديسين، بقوة الكلمة الحية الفعالة، من العالم الحاضر الشـرير، لنسلك في قداسة عملية، مُظهرين مجد الله في حياتنا، منتظرين وطالبين سرعة مجيئه؟ يا ليتنا جميعًا هكذا!

ثروت فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net