الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 16 أغسطس 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صخرَةُ الزَّلَقَاتِ
«رَجَعَ شَاوُلُ عَنِ اتبَاعِ دَاوُدَ ... لِذلِكَ دُعيَ ذلِكَ المَوضِعُ «صَخرَةَ الزَّلَقَاتِ» ( 1صموئيل 23: 28 )
يا له من مَثَل يوضح لنا الكيفية التي بها يقترب الله من قديسيه لحمايتهم وإنقاذهم! نقرأ في 1صموئيل 23: 26-28 أن شاول كان يُطارد داود، وقد اقترب إليه جدًا حتى كأنه قد اقتنص فريسته في هذه المرة، إذ «كانَ شاولُ ورجَالُهُ يُحَاوِطُونَ داوُدَ ورجالَهُ ليأخذوهُم»، ولكن بغتة «جاءَ رسولٌ إِلى شاولَ يقولُ: أَسرِع واذهَب لأَنَّ الفلسطينيِّينَ قد اقتحَمُوا الأَرض. فرجَعَ شَاولُ عنِ اتِّبَاعِ داوُدَ، ..»، ونجا داود من موقف من أعظم مواقفه خطرًا، «لذلكَ دُعيَ ذلكَ الموضِعُ: صَخرَةَ الزَّلقَاتِ (أي صخرة النجاة)». وبذلك تحوَّل مكان الخطر هذا إلى مكان تذكاري لخلاص الله.

وألا توجد مواضع كثيرة في اختبارنا اليومي تستحق أن نكتب عليها بحق، كما كتب أولئك العبرانيون تلك الكلمة العجيبة: صَخرةَ الزَّلقَاتِ (صخرة النجاة)»؟ إن الله لم يكن مُخلِّصًا لداود في هذه الحادثة أكثر من كونه مُخلِّصًا لعبيده الذين يتكلون عليه في هذه الأيام. ولنتذكَّر على الدوام تلك الكلمات التي فاه بها ربنا يسوع المسيح: «وأَمَّا أَنتم فحتى شُعورُ رُؤوسِكُم جميعُها مُحصَاةٌ. فلاَ تخافُوا!» ( مت 10: 30 ، 31).

وكما أن الله موجود لحماية شعبه، هكذا هو موجود لسد أعوازهم أيضًا، فنقرأ عن تلاميذ الرب أنهم مرة «فَكَّرُوا فِي أَنفُسهِم قَائلينَ: إِنَّنا لَم نَأْخُذ خُبْزًا. فعَلِمَ يسوعُ وقالَ لَهُم: لماذا تُفكِّرونَ فِي أَنفسكُم يا قَليلي الإيمَانِ أَنكم لَم تأخُذُوا خُبزًا؟ أَ حتى الآنَ لا تفهَمُونَ، ولا تَذكرونَ؟» ( مت 16: 7 -9). فالرب يسوع كان قد صنع معجزتين أظهَرَ في كل منهما كيف أنه في استطاعته أن يُشبع الجياع بالخبز في أمكنة لا خبز فيها بالمرة. وكان الرب ينتظر من التلاميذ أن يتعلَّموا من تلك المعجزات أن فيه كل الكفاية لجميع الطوارئ. إنه الخالق لكل شيء، ويطلب منا أن نثق فيه عندما تكون أيدينا خالية من الخبز، وألَّا تغلبنا الشدائد المُشابهة لتلك التي نقرأ عنها، والتي حارَ إزاءها التلاميذ. إنه يريدنا أن نفهم على الدوام أنه وإن كان الإنسان يظن أن في استطاعته أن يهيئ مائدة في أرض الخبز والشبع، فالله يستطيع أن يرتب ”مائدة“ في البرية القاحلة. وإن ظهرت لنا حاجات نظن أنه لا يمكن قضاؤها، وشدائد نظن أنه لا يمكن الخلاص منها، فلنتأكد أن الله يستطيع كل شيء، ولا يعسـر عليه أمر. فقط نحتاج إلى الاعتماد الكُلِّي عليه. قال الرب يسوع لتلاميذه في ظرف كهذا: «مَا بَالُكم خائفينَ يا قَلِيلي الإيمانِ؟»، وهو الآن يقول لكل واحد منا «لا أُهمِلُكَ ولا أَتركُكَ».

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net