الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 26 أغسطس 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
معرفة المسيح
«انمُوا فِي النعمَةِ وفِي مَعرِفَةِ رَبِّنا ومُخلِّصِنَا يَسوعَ المَسِيحِ» ( 2بطرس 3: 18 )
يُقاس النمو الروحي بمقدار التقدُّم في معرفة ربنا يسوع المسيح «انمُوا في النعمَة وفي معرفة ربِّنا ومُخَلِّصنا يَسُوعَ المسيحِ» ( 2بط 3: 18 ). ومن الخواص الجوهرية المُميِّزة للحياة الأبدية، معرفة الآب والابن ( يو 17: 3 ). ولقد أعطانا ابن الله بصيرة لنعرفه، الذي هو الحق ( 1يو 5: 20 ). وهذه المعرفة السماوية تُميّز عائلة الله، حتى أصغر فرد فيها، عن العالم الذي لا يعرفه. قال الرب: «أَيُّها الآبُ البارُّ، إِنَّ العالم لَم يعرفكَ، أَمَّا أَنا فعرَفتكَ، وهؤلاءِ عرفوا أَنكَ أَنتَ أَرسَلتني» ( يو 17: 25 ).

فمن الطفولة الروحية إلى البلوغ نزداد ونتعمَّق في معرفة المسيح حتى تصير شركة وألفة. والرسول يوحنا حين يَصف أطوار النمو الروحي لا يذكر شيئًا عن أسمى درجات النمو - وهي درجة الآباء - سوى أنهم قد عرفوا الذي من البدء ( 1يو 2: 13 ، 14).

إذًا فالرب يسوع أمام نفس كل مؤمن من بدء حياته الروحية في هذا العالم، إلى نهايتها. ففي بدء الإيمان تكون تلك المعرفة مثل خيوط الفجر التي تُشـرق في الظلمة، ولكن من تلك اللحظة التي فيها تنهزم الظلال، يصير سبيل المؤمن «كنورٍ مُشـرِقٍ، يتزايَدُ ويُنيرُ إِلى النهارِ الكاملِ» ( أم 4: 18 ).

لا بد أن يكون في حياة المؤمن تشكيلة من أعمال التقوى؛ فهناك البذل وعمل الخير، وهناك درس الكتاب، وبذل الجهود لنشـر كلمة الله، وغير ذلك كثير من الأعمال الصالحة والممارسات التقوية. ولكن لكي تكون هذه الأعمال مرضية لله، يجب أن تكون مصحوبة، بل ونابعة، من معرفة عميقة متزايدة بشخص ربنا المعبود ابن الله وابن الإنسان.

يمكن تشبيه طريق الحياة المسيحية بنفق طويل تحت الأرض يُوصل إلى نور النهار الساطع في نهايته. ففي بداية الطريق يظهر النور الباهر الذي في النهاية كرأس دبوس، ولكن كلَّما تقدَّمنا نحوه ازداد في أعيننا تدريجيًا إلى أن يغمرنا ضياء النهار في النهاية. هكذا المسيح أمامنا، فنستطيع أن نتجاوز ببصـرنا ظلمة هذا العالم، ونتطلَّع إلى مجد الله في وجه يسوع المسيح. وكل خطوة تُقربنا إليه أكثر، فيسطع نور جماله علينا أكثر. ولكن إذا نظرنا حولنا نجد ظلامًا، لأن جهة واحدة هي التي تُضـيء بنور باهر «إِنارَةِ معرفَةِ مجدِ اللهِ ..» ( 2كو 4: 6 ). وعما قريب تنتهي الرحلة، وسننتقل في لحظة إلى محضـره، وسنراه كما هو، وسنعرفه في بيت الآب بكيفية لا يُمكننا أن نصل إليها هنا. حينئذٍ يكون كمال المعرفة.

و. ف. ويجرام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net