الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 28 أغسطس 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التوبة
«توبُوا، لأنهُ قَدِ اقترَبَ مَلَكُوتُ السَّماواتِ» ( متى 3: 2 )
جاء يوحنا المعمدان، كما قال النبيُ ملاخي، إن ملاكًا سيسبقُ المسيح، ليعدّ الطريق للملك: «هأَنذَا أُرسِلُ ملاَكِي فيُهيِّئُ الطرِيقَ أَمامِي» ( ملا 3: 1 ). وهذا الملاك (الرسول) هو يوحنا المعمدان، ولا أظن أن المرءَ يريدُ أن يعرفَ خلفيةَ رسولِ الملك، بل يهتمُ بالملك نفسِه. ويوحنا نفسُه أوضح أنه مجرَّدُ رسولٍ ليس إلا ( يو 1: 23 )، ومَتى يؤكدُ ذلك في إنجيله ( مت 3: 3 ). لهذا السبب نراه فجأةً يظهرُ أمامنا على صفحات الإنجيل مُناديًا بالتوبة لأن ملكوتَ السماوات كان قد اقترب.

إن كلمة ”التوبة“ في الأصل اليوناني تعني أن تُفكِّر مليًا وتُغيـِّر فكرَك. «تُوبُوا»، ليكن لكم فكرٌ آخر، تأملوا طرقكم، لقد أخطأتم التفكير فأعيدوا التفكير. وكأنك تسيرُ في اتجاهٍ مُعيـَّن فتتحوّل وتسيرُ في اتجاهٍ آخر.

إن مضمون دعوة التوبة الموجهة للأُمة اليهودية في رسالة المعمدان هي التوبة لأنه قد اقترب ملَكوتُ السَّماواتِ. وعبارة ”ملَكوتُ السَّماواتِ“. تعني حكمَ السماء على الأرض. فالمسيح هو الملك، ولا يمكنـُك أن تحظى بمملكة من دون مَلك، ولا يوجد ملك بدون ملكوت. ولكن ماذا عنى يوحنا بقوله أن ملكوتَ السماوات قد اقترب؟ أن ملكوتَ السماوات حاضرٌ في شخص الملك الموجود.

ولكن للأسف فقد رفضت الأُمة مَلكها، ولم تَتُب، بل قتلوه مُعلِّقين إيَّاه على خشبة. وهم الآن في حالة الرفض (لُوعَمِّي) حتى زمن دخولهم في الضيقة العظيمة بعد اختطاف الكنيسة. عندئذٍ سينوحون ويبكون ويطلبوه قائلين: «لَيتكَ تشُقُّ السَّمَاواتِ وتنزِلُ!» ( إش 64: 1 ). سيدينون أنفسهم ويُبرِّرون الله ومسيحه، قائلين كلمات إشعياء النبي: «لكنَّ أَحزانَنا حملَها، وأَوجَاعَنا تحمَّلَها. ونحنُ حَسِبناهُ مُصَابًا مَضـرُوبًا من اللَّهِ ومذلُولاً. وهو مجرُوحٌ لأَجلِ معَاصِينا، مسحوقٌ لأَجلِ آثامِنا. تأديبُ سلاَمِنا عليهِ، وبحُبُرِهِ شُفِينا» ( إش 53: 3 -5). عندئذٍ سيظهر الرب من السماوات المفتوحة، ويقضـي على الأعداء، ويُخلِّص البقية من شعبه إلى بركات المُلك الألفي.

لكن ماذا عن التوبة الآن في زمان النعمة؟ إن التوبة - كما قلنا - هي إدانة النفس وتبرير الله، وتغيُّر طريقة التفكير في النفس وفي الله. لكن ينبغي أن تقترن التوبة بالإيمان بعمل المسيح على الصليب، والاعتماد على كفاية كفارته لنوال الخلاص.

برنامج كل الكتاب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net