الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 6 أغسطس 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نتغرَّبُ عن الجسَدِ
«نثِقُ وَنسَرُّ بِالأولَى أَن نتغَرَّبَ عنِ الجَسَدِ ونستوطِنَ عندَ الرَّبِّ» ( 2كورنثوس 5: 8 )
في مقدورنا أن نتناول بعض ملامح الوضع الذي تكون فيه أرواح القديسين عند إخلاء بيت الخيمة الأرضي. إذ تتخلَّص أرواح القديسين من الجسد، فإنها في الحال تتحرَّر من المقاومة التي تُعانيها في هذا العالم الشـرير. ويا لمدى البهجة التي ستكون لها، إذ لا تعود تُحزن قلب سَيِّدنا! نعم: أية بهجة لنا حينما نترك وراءنا – وإلى الأبد – الخطية والحزن، والتعب والمشقة، والقلق والصـراع، وكل ما من شأنه أن يُضعِف محبتنا والتصاقنا بالرب، ويُعطِل فيض تلك المحبة، إلى جانب كل ما يُشير إلى السقوط واللعنة! وسواء أعواز إنسانيتنا وضعفها، كمخلوقة، أو أمراضها وآلامها، كساقطة، سوف نتحرَّر من هذا جميعه ونحن نُغادر الجسد؛ لا وجع فيما بعد، ولا كآبة. يومئذٍ تَبطُل حركات الإرادة العاصية، والذهن الجسدي. ويوم أُخلي هذا الجسد أكون قد قطعت كل صِلة بالطبيعة الفاسدة الساكنة فيَّ، وجميع نشاطاتها، وكل صِلة بالعالم. سوف أترك – إلى غير رجعة – الإنسان الأول والخليقة الآدمية. سوف أُفارق عالم الإنسان وإله العالم. ويا له من تحرُّر من عداء الشيطان ومكره! ويا لها من نجاة من فخاخ الصياد! وكذلك من العالم الذي اغتصبه الشيطان! يومذاك سوف لا أعود أتعرَّض بعد لمقاومته للمسيح، وللذين هم للمسيح. سوف تمضـي البرية باختباراتها الموجعة من قتال وقمع، وأَصل إلى الميناء الذي لا يقربه الشـر؛ ويومذاك يَبطُل العنَاء إذ أُوجَد في الهدوء الأبدي، في جلال وعظمة حضور سَيِّدنا!

وإنه لفكر سعيد ومُنعش لنفسـي أن جسدي مضمونة له القيامة بسبب روح الله الساكن فيَّ ( رو 8: 11 ). بينما روحي، وهي راجعة إلى الله، تجد المرفأ الأبدي في حضـرة المسيح، الأمر الذي يضمنها ويحفظها للاتحاد – مرة أخرى – بالجسد المُمجَّد، عند مجيء المسيح.

من رسائل بولس نعرف أنه – فيما خلا الرب نفسه – لم يوجد قط إنسان مثل بولس، سمَا فوق الظروف، بحيث استطاع أن يقول: «قَد تدَرَّبتُ أَن أَشبعَ وأَن أَجُوعَ .. أَستطيعُ كلَّ شيء فِي المسيحِ الذي يُقَوِّيني» ( في 4: 12 ، 13)، ومع ذلك نقرأ قوله: «لِيَ اشتهاءٌ أَن أَنطَلِقَ وأَكون مع المسيحِ. ذاكَ أَفضَلُ جِدًّا» ( في 1: 23 ). كما نعلَم أنه لم يكن لغيره خدمة أهم من خدمته؛ خدمة كانت تحتاج إلى بقائه على الأرض. وكل هذه المُميزات توجزها العبارة «لِيَ الحياةَ هيَ المسيحُ»، ومع هذا فإنه يُضيف قوله: «الموتُ هوَ رِبحٌ» ( في 1: 21 ).

فرانك والس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net