الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 10 سبتمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قُوةُ المَسيحِ
«أَفتخِرُ بِالحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتي، لِكَي تحِلَّ علَيَّ قُوَّةُ المَسِيحِ» ( 2كورنثوس 12: 9 )
ربما كان أول خاطر يجول بكل نفس تقية، أن تطلب جوابًا من الرب بإزالة التجربة المؤلمة. ونحن نعلم ونعرف قلب الله، وكم هو عطوف جدًا علينا. نعرف أنه يعتني بخاصته، ويشعر بآلامهم، ويرثي لهم. ولعل هذا اليقين عندنا يجعلنا نتوقع تداخلاً سريعًا من جانب الله عندما يأتي الضيق أو الألم أو الحزن، خصوصًا إذا كانت التجربة من شأنها أن يقوم معها السؤال: لماذا؟ وما هو قصد الله؟ وكيف نفسـر الأمور؟ وأين مجد الله في هذا الأمر؟

لقد انتهز العدو ظرف الشوكة التي وضعها الرب في جسد بولس لكي يُقلِّل ويُضعف عمل الله بواسطته. وكنا نتوقع أن صلاة الرسول تُستجَاب سريعًا بإزالتها. فلقد صلَّى بولس من أجل هذه الشوكة بالذات ثلاث مرات. ولكن الشوكة لم تُنزع. ولم يكن ذلك لأن الرب لم يسمع الصلاة. لقد سمع الرب صلاة عبده، لكن كان هناك حق عظيم ينبغي أن يتعلَّمه بولس، وهو أن طريقة الله في إجابة الصلاة، أفضل من طريقتنا نحن في السؤال، حتى ولو كان السائل هو بولس الرسول، الرَجُل الذي كان عنده إدراك عميق وكبير لِما يليق بالله أن يفعله، وما يليق بأولاد الله أن يُقدِّموه على غيره من طلبات. وكان عليه أن يتعلَّم – ولو كان رسولاً – أن طرق الله ليست طرقنا، وأن أفكاره أعلى من أفكارنا.

إن توَّقع الإجابة السـريعة من جانب الله للخلاص والإنقاذ، كان هو أسلوب معاملات الله مع الشعب القديم. كانوا عند الضيق يصـرخون إلى الله فيسمعهم، ومن كل مخاوفهم ينقذهم، ويُنجيهم سريعًا. لكن هذا الأسلوب في معاملات الله، ليس أمرًا مُقرَّرًا في جميع الأحوال الآن. وليس معنى هذا أن الله لا يتداخل بسـرعة في ظروف شعبه بصفة عامة، بل هو يعرف الظروف تمامًا، ويرثي للمُجرَّبين، ولا يضع ذات الحِمل على الكل سواء بسواء.

لكن هناك ما هو أكثر بركة من مجرَّد إزالة الشوكة، أو الشفاء من مرض أو ألم. هناك قوة نعمة الله التي تتداخل وترفع النفس فوق الألم وفوق الضيق. قد يستمر المرض وقد تبقى الشوكة، ولكن النفس ترتفع فوق كل ذلك. ونحن نعتقد أن هذا الأسلوب الإلهي هو الذي به ينتصـر الله في المؤمنين بصفة خاصة، وبعد تعلُّم الدرس تتداخل أيضًا يد الله لتقهر العوامل الضاغضة، إن كانت هذه هي مشيئته.

إنه أمر مبارك وطيب لنفوسنا أن توافينا نعمة الله لترفع أرواحنا فوق المتاعب، حتى ولو استمرت ظروفها.

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net