الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 2 سبتمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المحبة التاعبة
«سَلِّمُوا عَلَى مَريَمَ التِي تعِبَتْ لأجلِنا كَثِيرًا» ( رومية 16: 6 )
«مَريَمُ» ومعنى اسمها ”عصيان“ أو ”مرار“، يصفها الرسول بولس بأنها «تَعِبَت لأَجلِنا كثِيرًا»، ومن الجميل أن تستخدم نعمة الله مريم - والتي معنى اسمها عصيان - في التعب لأجل الرسول بولس ورفقائه، لأن الرب غافر الإثم والمعصية والخطية ( خر 34: 7 ).

وبالنسبة لنا نحن أيضًا، كنا قبلاً «أَمواتًا بِالذُّنوبِ والخطَايَا ... أَبناءِ المَعصِيةِ ... أَبنَاءَ الغَضَبِ» ( أف 2: 1 -3)، ولكن بالنعمة وبالإيمان بالرب يسوع صرنا أولادًا لله. وكأولاد لله، نحن مدعوون، بل ومؤهلون لأن نحبه ونخدمه. ونحن لا نحبه ونخدمه لكيما نصير أولادًا لله، فهذا غير ممكن ومستحيل، لكننا نحبه ونخدمه لأننا مُخلَّصون، وبالنعمة نحن أولاد الله. وخدمتنا للرب هنا لا تزيد من توكيد خلاصنا ولا تثبت ملكيتنا للسماء أكثر ممَّا هو ثابت ومؤكد الآن. وأضعف مؤمن قد امتلك السماء إذ إن دم المسيح الكريم الذي غسل خطاياه ومحاها، هو المؤهل الوحيد والفريد للمجد الأبدي.

والمحك العملي لمحبتنا للرب يسوع المسيح هو أن نحب قطيعه ونخدمه ونتعب لأجله. فالرب ليس بعد معنا لنُظهِر محبتنا له بطريقة عملية، لكن معنا أحباءه أعضاء جسده، لهذا يقول: «أَتُحِبُّنِي؟ ... ارْعَ خِرافِي ... ارْعَ غنَمِي» أي اظهر محبتك نحوي في محبة تاعبة لأحبائي (يو21). أ تحبني؟ إذًا عِش للآخرين، واهتم بالآخرين، واخدم الآخرين «الحَقَّ أَقولُ لكُم: بِما أَنكُم فعَلتمُوهُ بأَحَدِ إِخوتِي هؤُلاءِ الأَصَاغرِ، فَبي فعَلتم» ( مت 25: 40 ).

فيا ليتنا نحن المؤمنين نتمثل ”بمريم“ في هذه الصفة المباركة ”التعب كثيرًا في خدمة القديسين“ عالمين أن (التعب) في الرب ليس باطلاً ( 1كو 15: 58 )، ويا ليتنا نتعب ونُعضد الضعفاء ( أع 20: 35 )، ويا ليتنا نتعب عالمين أن في كل تعب (لأجل الرب) منفعة ( أم 14: 23 ).

ولا يغيب عن بالنا أيها الأعزاء أن الأُجرة في اليوم الآتي لا تُعطى للخادم بنسبة نجاحه أو نتيجة عمله، ولا بنسبه اشتهاره أو انتشاره، ولكن «ولكِنَّ كُلَّ واحدٍ سيَأخُذ أُجرتَـهُ بحَسَبِ تعَبهِ» ( 1كو 3: 8 ). وهذا حق ثمين ومهم يحسن بأولاد الله أن يذكروه دائمًا «لأَنَّ اللهَ ليسَ بظَالِمٍ حتى يَنسَى عمَلَكُم وتعَبَ المحَبَّةِ التي أَظهَرتمُوهَا نحوَ اسمهِ، إِذ قد خدَمتم القدِّيسين وتخدمُونَهُم» ( عب 6: 10 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net