الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 3 سبتمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ننتظر المسيح
«الرَّبُّ يَهدِي قُلوبَكُم إِلَى مَحَبَّةِ اللهِ، وإِلَى صَبرِ المَسِيحِ» ( 2تسالونيكي 3: 5 )
أمران هما مصدر فرح المسيحي وهو على طريق السفر: رجاء مجيء الرب، والشـركة الحاضرة مع الله الآب، وابنه يسوع المسيح. وهما مُترابطان بحيث لا يُمكن الفصل بينهما دون خسارة تقع على نفوسنا، فلن يتسنَّى لنا أن الله يُمتعنا بجميع الفوائد التي قصدها لنا في طريقنا بغير الاثنين معًا.

ولا شيء يستطيع أن يفصلنا من هذا العالم الحاضر الشـرير نظير انتظارنا مجيء الرب في أية لحظة. والمسيح شخصيًا هو الغرض الذي أمام النفس ونحن ننتظره آتيًا. وفي هذه الحالة نكون أقدر على إدراك فكر الله ومقاصده من جهة العالم الذي رفض ابنه الحبيب، والذي هو على استعداد أن يُرحب بظهور ضد المسيح، والسجود للتنين والوحش (رؤ13؛ 2تس2).

وإذا تناولنا هذا الرجاء بالانفصال عن الشركة مع الله، فسـرعان ما ترى النفس رفض العالم للمسيح، وأن لا حكمة عند حكمائه، وأن جميعهم في الطريق إلى الدينونة، وأن الشـر يزداد: عندئذٍ نتضايق، نكتئب، ويحزن القلب. أما إذا كان المسيحي – بالنعمة – في شركة مستمرة مع الله، فإن نفسه تكون راسخة، هادئة قدام الله، إذ فيه تعالى رصيد عظيم من البركة لا يمكن للظروف أن تمسه أو تُغيّره. قد يتصدع رأسه بالأخبار السيئة، وتقع العين على الأحزان، لكن قلبه ثابت واثق في الرب، الأمر الذي يرفعه فوق الظروف، ينتظر الرب آتيًا لكي ينقله من هذا العالم الذي يرفض المسيح، ليكون معه إلى الأبد.

والمسيحي الذي ينتظر المسيح آتيًا من السماء، له المسيح شخصيًا هدف لنفسه. فليس فقط، أنني سأمضـي إلى السماء وأكون سعيدًا، بل إن الرب نفسه سيأتي من السماء لأجلي، ولأجل جميع قديسيه، وربما اليوم يتم هذا. وهذا هو سبب فرح القدِّيس؛ كما يقول الرب: «آتِي أَيضًا وآخُذكُم إِليَّ، حتى حيثُ أَكُونُ أَنا تكونونَ أَنتم أَيضًا» ( يو 14: 3 ). وكأن سَيِّدنا يُريد أن يقول: ”حيث أجد مسـرَّتي، تجدون أنتم أيضًا مسرَّتكم؛ أنا معكم وأنتم معي“. «هكذَا نكونُ كلَّ حِينٍ معَ الرَّبِّ» ( 1تس 4: 17 ). وانتظار هذا السَيِّد المرفوض هو الذي يطبع أخلاق القدِّيسين وسلوكهم.

وبقدر ما أكون في شركة مع الله، بهذا عينه أحس بأهمية الانفصال عن العالم الذي رفضه. على أنني وأنا سائر مع الله لا يدور تفكيري حول الصـراع المُحيط بي، بل حول الفرح في انتظار ابن الله من السماء.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net