الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 28 سبتمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
روح عدم الغفران
«إِن لَم تغفِرُوا أَنتم لاَ يَغفِر أَبُوكُمُ الذِي فِي السَّمَاواتِ أيضًا زَلاَّتِكُم» ( مرقس 11: 26 )
هناك عائقًا حتميًا للصلاة الفعالة المُستجابة، ألا وهو ”روح عدم الغفران“. ولا يجب أن نُقلِّل من شأنها بقولنا إنها قيلت في تدبير سابق، ففي مرقس 11: 23-36 يؤكد لنا الرب أنه من الحماقة أن نتوَّقع من الله سماع الصلاة واستجابتها إذا كان الحقد والمرارة متغلغلين في القلب.

لقد عبَّر التلاميذ عن تعجبهم من جفاف شجرة التين العقيمة، بكلمة من الرب. فاستخدم الرب تلك المناسبة لكي يُعطي درسًا في الإيمان، فمن لا يشك في قلبه بل يؤمن أنه سينال ما يطلبه، يقدر أن ينقل جبالاً من الصعوبات. ويُضيف الرب: «كُلُّ ما تَطلبُونَهُ حينما تُصَلُّونَ، فآمنوا أَن تنالُوهُ، فيكونَ لَكُم» (ع24). فما أسمى هذا الوعد! وما أعظم الإمكانيات التي يُعطيها لحياة الإيمان والصلاة!

لكن ربنا وسَيِّدنا لا يترك وعدًا عظيمًا كهذا دون أن يُبين شروطه. فليس كل إنسان يستطيع أن يُصلِّي هكذا، بل قد يوجد ما يُعطِّل الإيمان ويجعل الصلاة بلا قوة. ولهذا يقول الرب لهم في الحال: «ومتى وقَفتم تُصَلُّونَ، فَاغفرُوا ...، لكي يَغفرَ لكم أَيضًا أَبوكم الذي في السَّمَاوات زلاَّتكُم. وإِن لَم تغفِرُوا أَنتم لا يَغفر أَبوكم الذي في السَّمَاواتِ أَيضًا زلاَّتِكُم» (ع25، 26). وفي مكان آخر علَّمهم الرب أن يُصلُّوا: «واغفِر لنَا خَطايانا لأَننا نحنُ أَيضًا نَغفِرُ لكلِّ مَن يُذنِبُ إِلَينا» ( لو 11: 4 ). وهنا نجد تلخيصًا لهذا الوجه من الغفران الذي غالبًا ما يُنسى.

وأحيانًا يقول البعض: ولكن هذا ناموس، بينما نجد النعمة في أفسس 4: 32 «كُونُوا لُطفَاءَ بَعضُكُم نحوَ بَعضٍ، شَفُوقينَ مُتسَامحينَ كمَا سَامَحَكُم اللهُ أَيضًا فِي المسيحِ». ولكن كلا الفصلين في أتم الاتفاق إذ يُقدِّمان لنا وجهين للحق. فإذا كنا مولودين من الله، فنحن مغفورو الخطايا، ولذلك فعلينا نحن بدورنا أن نغفر للآخرين. ولكن – مثل الطفل العاجز – نحتاج نحن أنفسنا - كل يوم - إلى ذات الغفران، فلزامًا علينا أن نغفر لإخوتنا. أما إذا كنت أختزن الحقد وأمنع الغفران، فلا أستطيع أن أُصلِّي بيقين. فإن الله لم يأخذ على عاتقه مُطلقًا أن يسمع صلاة شخص عنده روح عدم التسامح وعدم الغفران.

هذا هو بلا شك سبب الإخفاق الكثير على طول الخط. فالشخص الذي يقبل الغفران من إله كل نعمة، يجب عليه أن يحفظ قلبه، حارسًا إيَّاه ضد الحقد والغلاظة عندما يُسـيء أو يُخطئ إليه أحد بأية طريقة كانت. وكثيرًا ما يكون روح عدم التسامح هو العلَّة في عدم إجابة آلاف من التضرعات والطلبات.

أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net