الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 30 سبتمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشهوة والطمع
«لأنهُم مِن صَغِيرِهِم إِلَى كَبِيرِهِم، كُلُّ واحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبحِ» ( إرميا 6: 13 )
الشهوة هي الخطية الأولى، ومنبت لكل الخطايا الأخرى «كُلَّ واحدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انجذَبَ وانخدَعَ مِن شَهوَتهِ» ( يع 1: 14 ). والشهوة ترتبط جزئيًا بالطمع، وهي تقود إلى خطايا أخرى كثيرة. وما أكثر ما نرى الطمع مع الكذب والخداع والجريمة في توافق فاسد، يقود إلى العصيان ضد الله، ورفض كلمته. ولعلَّنا نتذَّكر جشع وطمع ابني صموئيل، يوئيل وأبيا، ممَّا تسبَّب في طلب الشعب إقامة ملك في إسرائيل ( 1صم 8: 5 ). وهذا الملك قد سُحِبَ منه تاجهُ الملَكي، وكذلك مملكته بسبب عصيانه المباشر لله، إذ كان مدفوعًا بشهواته ( 1صم 15: 9 -19). وشهوة أَخآب في امتلاك كرم ِنَابُوت دفعته إلى الوقوع في جريمة قتل ِنَابُوت (1مل21). كذلك فإن طمع جيحزي قاده إلى الكذب والخداع، مما جلَب عليه القضاء المرعب وإصابته بالبرَص ( 2مل 5: 20 -27).

وفي العهد الجديد نجد تاريخًا مُخيفًا ليهوذا الإسخريوطي الذي اشتهى المال، وقاده ذلك إلى خيانه سَيِّده. وكان الطمع هو سِمَة الفريسيين التي قادتهم إلى رفض واحتقار الكلمات الفاحصة والأمينة «لا تقدِرُونَ أَن تخدِمُوا اللهَ والمالَ» ( لو 16: 13 ). وكما كان الطمع هو سِمَة خطية بلعام، فإن الذين قلوبهم ممتلئة من ممارسات الجشع، قيل إنهم اتَّبعوا طريق بلعام ( 2بط 2: 15 ؛ يه11).

والشهوة واحدة من الأمور المزعجة والتي تتكرَّر فيها خطايا إسرائيل «لأَنَّهُم من صَغيرهم إِلَى كَبيرهِم، كلُّ واحدٍ مُولَعٌ بالرِّبحِ» ( إر 6: 13 ). وهذه الشهوة في إسرائيل لم تكن سيئة في صفتها بأكثر مما هي بيننا الآن. كانت بركاتهم أرضية، ولا أحد يلومهم على اهتمامهم بالمال والممتلكات. أما ممتلكات المسيحي فهي روحية، ويجب على المؤمن المسيحي ألَّا يدخل في صراع تجاه الأمور المادية، وألَّا يضع قلبه على العالم والأشياء التي فيه، وألَّا يشتهي ما يملكه الآخرون أكثر منه.

وإذا أردنا أن نمتلك العلاج اليقيني لتلك الخطية، فإننا نجدها ببساطة في الاستمتاع بما امتلكناه من البركات الروحية السماوية. هذا هو النصيب المُذخر لنا. إننا نمتلك في المسيح أكثر مما ترغب قلوبنا وما تتضمنه. فإذا امتلأنا بحق بكل ملء الله، فهل من مجال لفكر الطمع؟ فالمشغولية بالمسيح لا تملأنا بالمسيح فحسب، ولكنها تُحوِّلنا إليه. إن الشهوة أساسًا تختفي عنا لكوننا ممتلئين. فالمسيح هو العلاج للشهوة. بفضل الشبع به، وقوَّته التي تُجدِّدنا وتُغيِّرنا. إنك لا تجد شخصًا سعيدًا مثل المؤمن المسيحي الذي اكتفى بالمسيح.

سكوفيلد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net