الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 1 أكتوبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سماءً جديدةً وأَرضًا جديدةً
«ثمَّ رأَيتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وأَرضًا جَدِيدَةً» ( رؤيا 21: 1 )
بهذه الآية يصل الرائي بالإعلان الإلهي في سفر الرؤيا إلى عتبات الأبدية. فإن الخليقة ستتحلَّل ذراتها إلى جزئياتها، وهذا يُفسـر القول الذي جاء بصدَد دينونة الأموات «هرَبَتِ الأَرضُ والسَّماءُ، ولَم يُوجَد لهُما مَوضِعٌ!» ( رؤ 20: 11 )، وبطرس الرسول يتكلَّم عن هذا الأمر فيقول: «تنحَلُّ العناصرُ مُحترِقَةً ... والعَناصِرُ مُحتَرِقَةً تَذوبُ» ( 2بط 3: 10 -12). وسيُصاحب هذا التحلُّل الذري للكون، كما هو متوقع، ضجيج وحرارة هائلتان وخطيرتان جدًا.

وهذا عين ما قاله بطرس صياد السمك منذ نحو ألفي عام «تَزُولُ السَّمَاواتُ بضَجيجٍ، وتنحَلُّ العناصرُ مُحتَرِقَةً، وتحتَرِقُ الأَرضُ والمصنوعاتُ التي فيها» ( 2بط 3: 10 -12).

وبعد أن تنتهي الدينونة وينتهي ذِكر الخطية، ويُطرَح الشيطان ومعه كل نتائج الخطية إلى بحيرة النار، فإن الله سيُجَمِّع هذه الذرات من جديد حسب عمل استطاعته، بصورة مختلفة تمامًا عن شكل الحياة الحاضرة «رأَيتُ سماءً جديدَةً وأَرضًا جديدَةً، لأَنَّ السَّماءَ الأُولى والأَرضَ الأُولَى مضَتا، والبَحرُ لاَ يُوجَدُ فِي ما بَعدُ» ( رؤ 21: 1 ).

ثم تُرى الكنيسة باعتبارها المدينة المقدسة أُورشليم الجديدة نازلة من السماء، بمعنى أنها سماوية في مصدرها. فكما كان المسيح يقول دائمًا: «نزَلتُ مِنَ السَّماءِ» ( يو 6: 38 ، 42)، وهو سماوى، هكذا نحن أيضًا أصبحنا سماويين ( 1كو 15: 48 ).

وتُرى الكنيسة أيضًا باعتبارها العروس. وستظل الكنيسة عروسًا طوال الأبدية كقول الرسول: «يُحضِـرَهَا لنفسهِ كنيسَةً مجِيدَةً، لا دنَسَ فيها ولا غَضنَ (أى تجاعيد من آثار الزمن) أَو شَيءٌ مِن مثلِ ذلكَ» ( أف 5: 27 ). وليست العروس فقط هي التي ستحتفظ بشبابها طوال الأبدية، بل أيضًا ربنا يسوع المسيح عريسنا إذ تَصفه العروس في سفر النشيد بأن «قُصَصُهُ مُستَرسِلَةٌ حَالِكةٌ كالغُرابِ» ( نش 5: 11 ) كناية عن شباب وحيوية دافقين.

«وسمِعتُ صَوتًا عظيمًا من السَّماءِ قَائِلاً: هوذَا مَسكنُ اللهِ معَ الناسِ» ( رؤ 21: 3 ). ها قد وصل الله إلى غرضه الذي كان يريده من البدء - أن يسكن مع الناس، فالشيطان والخطية لم يُبطلا أفكار الله، بل - له المجد - استخدم الكل كأدوات لتنفيذ مقاصده التي نراها قد تحققت في الكنيسة نفسها، ففي الأبدية سيكون هناك الله والناس، وأيضًا هناك مسكن الله مع الناس، وهذا المسكن هو الكنيسة نفسها.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net